تأكيدا للنهي كقوله: " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى " (1).
وما رووه عن أبي موسى، أن النبي عليه السلام قال: اشربوا ولا تسكروا (2). فالجواب عنه: إنا نقلنا عنه أنه قال: سألت النبي عليه السلام عن شراب العسل، فقال: ذلك البتع. فقلت: إنهم ينبذون من الذرة، فقال ذلك المزر، أخبر قومك أن كل مسكر حرام (3). فإذا ثبت هذا فيكون قوله:
اشربوا ولا تسكروا، معناه ولا تشربوا المسكر، بدليل ما رواه في الخبر الآخر، وبدليل أن السكر لا ينهى عنه على ما مضى.
وما رووه عن أبي مسعود: إن النبي عليه السلام أتي بنبيذ السقاية، فشمه، وقطب، واستدعا ذنوبا من ماء زمزم فصبه فيه، وقال إذا اغتلمت (4) عليكم هذه الأنبذة فاكسروها بالماء (5).
فالجواب عنه: إن نبيذ السقاية ما كان مسكرا، لأن القوم كانوا ينبذون للحاج ليشربوا إذا صدروا من منى، ينبذ لهم ليلة العاشر فيبقى يومين أو ثلاثة، ثم يردون مكة فيشربون، منه، وهو غير مسكر، فإذا ثبت هذا فما ليس بمسكر ليس بحرام، والنبي عليه السلام كان يشربه.
وروي عن عائشة أنها قالت: كنا ننبذ لرسول الله على غدائه فيشربه على عشائه، وننبذ له على عشائه فيشربه على غدائه (6)