الخلاف - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٧
عن عمر أنه قال: (عجبا للعمة تورث ولا نورثها) (١). وبه قال في التابعين:
الزهري، وفي الفقهاء: مالك، وأهل المدينة (٢).
وحكي عن مالك أنه قال: الأمر المجمع عليه الذي أدركت عليه عامة علماء بلدنا أن هؤلاء لا يرثون (٣). وبه قال الأوزاعي، وأهل الشام، وأبو ثور (٤).
دليلنا: إجماع الفرقة وأخبارهم (٥) فإنهم لا يختلفون فيما قلناه. وأيضا قوله تعالى: ﴿يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين﴾ (6) فجعل تعالى الميراث للولد، وولد البنت ولد، ويسمى ابنا، بدلالة إجماع المسلمين على أن عيسى بن مريم من ولد آدم، وهو ابن مريم، لأنه لا أب له.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (ابناي هذان سيدا شباب أهل الجنة) (7)، وقال: (إن ابني هذا سيد، يصلح الله به بين فئتين من

(١) الموطأ ٢: ٥١٧ حديث ٩، وفيه (ولا ترث).
(٢) المجموع ١٦: ٥٥، والمغني لابن قدامة ٧: ٨٤، والشرح الكبير ٧: ١٠١، وبداية المجتهد ٢: ٣٤٦، ونيل الأوطار ٦: ١٨٠.
(٣) الموطأ ٢: ٥١٨.
(٤) المجموع ١٦: ٥٥، والمغني لابن قدامة ٧: ٨٤، والشرح الكبير ٧: ١٠١.
(٥) كثيرة ومنتشرة في عدة أبواب من كتاب الفرائض فلا حظها في الكافي ٧: ٧٠، و الفقيه ٤: ٢٠٤ و ٢٢٣، والتهذيب ٩: ٢٤٧، والاستبصار ٤: ١٤١.
(٦) النساء: ١١.
(٧) رواه المجلسي في بحار الأنوار ٤٣: ٣٠٣ وذيل الحديث بقوله: (وأبوهما خير منهما). ورواه ابن عساكر في ترجمة الحسن عليه السلام: ٧٨ عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وآله (ابني هذين سيدا شباب أهل الجنة)، وفي كنز العمال ١٢: ١١٢ حديث 34247 عن ابن عساكر عن علي وابن عمر ولفظ الحديث (ابناي هذان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما).
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست