تسع (1). وإليه ذهبت القاسمية من الزيدية (2). هذه حكاية الفقهاء عنهم، ولم أجد أحدا من الزيدية يعترف بذلك، بل أنكروها أصلا.
فإذا المسألة إجماع، وعليها إجماع الفرقة. وقوله تعالى: " مثنى وثلاث ورباع " (3) لا يدل على ذلك، لأن المراد بالواو " أو " ولو كان المراد جمع لجاز الجمع بين ثمانية عشر، لأن قوله تعالى: " مثنى " معناه: اثنين اثنين، وكذلك قوله: " وثلاث ورباع " يعني: ثلاثا ثلاثا، وأربعا أربعا. كما يقول القائل: جاء الناس مثنى وواحدا، يعني اثنين اثنين وواحدا واحدا. وهذا باطل بالاتفاق.
وأيضا: فقد روي أن غيلان (4) أسلم وعنده عشر نسوة، فقال صلى الله عليه وآله: (أمسك أربعا وفارق سائرهن) (5) وأسلم نوفل بن معاوية (6) وتحته خمس. فأمره النبي - صلى الله عليه وآله - أن يفارق واحدة منهن (7).