وقال بعض علمائنا يسقط التكليف بالصوم لعدم امكان التتابع وينتقل الفرض إلى الاطعام وليس بجيد ويحتمل صوم ذلك اليوم عن النذر ثم لا يسقط التتابع لا في الأول ولا في الأخير لأنه عذر لا يمكنه الاحتراز عنه ولا فرق بين تقدم وجوب الكفارة عن النذر أو تأخره وقول الشيخ فيه بعض القوة وإذا نذر أن يصوم في بلد معين للشيخ قولان أحدهما يتعين البلد والثاني انه يصوم أين شاء والوجه أن يقال إن كان الصوم في بعض البلاد يتميز عن الصوم في الآخر تعين ما نذره وإلا فلا والأقرب عدم تميز البلاد في ذلك مسألة إذا نذر صوم سنة معينة وجب عليه صومها إلا العيدين وأيام التشريق لمن كان بمنى فإن لم يشترط التتابع حتى أفطر في أثنائها قضى ما أفطر به وصام الباقي ووجب عليه الكفارة في كل يوم يفطره لتعينه للصوم بالنذر على ما تقدم وان شرط التتابع استأنف وقيل إن جاز النصف بنى ولو فرق هذا إذا كان افطاره لغير عذر وإن كان لعذر بنى ويقضى ولا كفارة عليه ولو نذر صيام سنة غير معينة تخير في التتالي والتفريق ان لم يشترط التتابع ولو نذر صوم شهر تخير بين ثلاثين يوما وبين صوم شهر هلالي من أول الهلال إلى آخره ويجزئه ولو كان ناقصا وإذا صام في أثناء الشهر أتم عدة ثلاثين سواء كان تاما أو ناقصا ولو نذره متتابعا وجب عليه ان يتوخى ما يصح فيه ذلك ويجتزى بالنصف ولو شرع في أول ذي الحجة لم يجز لانقطاع سواء كان تاما أو ناقصا ولو نذره متتابعا التتابع بالعيد ولو نذر ان يصوم يوما ويفطر يوما فوالى الصوم قال ابن إدريس وجب عليه كفارة خلف النذر وفيه نظر ويشترط في نذر الصوم التقرب فلو نذر صوم لا على وجه التقرب بل لمنع النفس أو على جهة اليمين لم ينعقد ولو نذر صوما ولم يعين أجزأه صوم يوم ولو نذر ان يصوم زمانا وجب صوم خمسة أشهر ولو نذر ان يصوم حينا كان عليه أن يصوم ستة أشهر لقوله تعالى تؤتى اكلها كل حين روى السكوني عن الباقر عليه السلام عن آبائه عن علي عليه السلام قال في رجل نذر ان يصوم زمانا قال الزمان خمسه أشهر والحين ستة أشهر لان الله تعالى يقول تؤتى اكلها كل حين ولا ينعقد نذر العبد إلا بإذن مولاه وكذا الزوجة لا ينعقد إلا بإذن الزوج مسألة يستحب السحور إجماعا روى العامة ان النبي صلى الله عليه وآله قال تسحروا فان في السحور بركة ومن طريق الخاصة ما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله قال إن الله تعالى وملائكته يصلون على المستغفرين والمتسحرين (بالاسحار) فليتسحر أحدكم ولو بشربة من ماء ويستحب تأخيره لما رواه العامة عن زيد بن ثابت قال تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قمنا إلى الصلاة قلت كم كان قدر ذلك قال خمسين آية ومن طريق الخاصة إن رجلا سأل الصادق عليه السلام فقال آكل وأنا أشك في الفجر فقال كل حتى لا تشك ولان القصد القوة على الطاعة وقال أحمد بن حنبل إذا شك في الفجر يأكل حتى يستيقن طلوعه وهو قول ابن عباس والأوزاعي وهو الذي نقلناه عن الصادق عليه السلام ويستحب بتعجيل الافطار بعد صلاة المغرب ان لم يكن هناك من ينتظره للافطار ولو كان استحب تقديمه على الصلاة روى العامة عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال يقول تعالى أحب عبادي إلى أسرعهم فطرا ومن طريق الخاصة قول الصادق عليه السلام وقد سئل عن الافطار قبل الصلاة أو بعدها فقال إن كان قوم يخشى ان يحبسهم عن عشائهم فليفطر معهم وإن كان غير ذلك فليصل وليفطر مسألة يستحب الافطار على التمر أو الزبيب أو الماء أو اللبن فان الباقر عليه السلام قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفطر على الأسودين قلت يرحمك الله وما الأسودان قال التمر والزبيب والماء وأن عليا عليه السلام كان يستحب ان يفطر على اللبن ويستحب للصائم الدعاء عند افطاره فان له دعوة مستجابة لما رواه الباقر عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أفطر قال اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبله منا ذهب الضماء وابتلت العروق وبقى الاجر وكان الباقر عليه السلام يقول في كل ليلة من شهر رمضان عند الافطار إلى آخره الحمد الله الذي أعاننا فصمنا ورزقنا فأفطرنا اللهم تقبل منا وأعنا عليه وسلمنا فيه وتسلمه منا في يسر منك وعافية الحمد لله الذي قضى عنا يوما من شهر رمضان مسألة يستحب تفطير الصايم قال الصادق عليه السلام من فطر صائما فله مثل أجره رواه العامة عن النبي صلى الله عليه وآله وعن الباقر عليه السلام قال خطب رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر جمعة من شعبان فحمد الله وأثنى عليه وتكلم بكلام ثم قال قد أظلكم شهر رمضان من فطر فيه صائما كان له بذلك عند الله عز وجل عتق رقبة ومغفرة ذنوبه فيما مضى قيل له يا رسول الله صلى الله عليه وآله ليس كلنا يقدر أن يفطر صائما قال إن الله كريم يعطى هذا الثواب لمن لا يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها صائما أو شربة من ماء عذب أو تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك قال ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان وكان أجود من الريح المرسلة مسألة ليلة القدر ليلة شريفة نطق بفضلها القرآن العزيز وهي أفضل الليالي السنة خص الله تعالى بها هذه الأمة ومعنى القدر الحكم قال ابن عباس سميت ليلة القدر لان الله تعالى يقدر فيها ما يكون في تلك السنة من خير ومصيبة ورزق وغير ذلك روى العامة إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال من صام رمضان وقام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن طريق الخاصة قول الصادق عليه السلام ليلة القدر هي أول السنة و هي آخرها وأرى رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه بني أمية يصعدون منبره من بعده يضلون الناس عن الصراط للقهقري فأصبح كئيبا حزينا فهبط عليه جبرئيل فقال يا رسول الله مالي أراك كئيبا حزينا قال يا جبرئيل إني رأيت بنى أمية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي يضلون الناس عن الصراط القهقرى فقال والذي بعثك بالحق ان هذا الشئ ما اطلعت عليه ثم عرج إلى السماء فلم يلبث ان نزل عليه بآي من القرآن يؤنسه بها منها أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جائهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون وانزل عليه إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدريك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر جعل ليلة القدر لنبيه صلى الله عليه وآله خيرا من ألف شهر من ملك بنى أمية إذا عرفت هذا فإنها باقية لم ترتفع إجماعا لما رواه العامة عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة القدر رفعت مع الأنبياء أو هي باقية إلى يوم القيامة فقال باقيه إلى يوم القيامة قلت في رمضان أو غيره قال في رمضان فقلت في العشر الأول أو الثاني أو الأخير فقال في العشر الأخير ومن طريق الخاصة قول الصادق عليه السلام ليلة القدر تكون في كل عام لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن إذا عرفت هذا فأكثر العلماء على انها في شهر رمضان وكان ابن مسعود يقول من يصم الحول يصبها يشير بذلك إلى انها في السنة كلها ويستحب طلبها في جميع ليالي رمضان وفى العشر الآخر آكد وفى ليالي الوتر منه آكد روى العامة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال اطلبوها في العشر الأواخر في ثلاث بقين أو سبع بقين أو تسع بقين ومن طريق الخاصة قول الصادق عليه السلام كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل العشر الأواخر شد المئزر واجتنب النساء وأحيا الليل وتفرغ للعبادة وقد اختلف العلماء فقال أبى بن كعب و عبد الله بن عباس هي ليلة سبع وعشرين قال مالك هي في العشر الأواخر وليس فيها تعيين وقال ابن عمر إنها ليلة ثلاث وعشرين وقال أبو حنيفة واحمد انها ليلة السابع والعشرين وميل الشافعي إلى انها ليلة الحادي والعشرين وأما علماؤنا فنقل الصدوق عن الصادق عليه السلام قال في تسع عشرة في شهر رمضان التقدير وفى ليلة إحدى وعشرين القضاء وفى ليلة ثلث وعشرين ابرام ما يكون في السنة إلى مثلها ولله ان يفعل ما يشاء في خلقه مسألة شهر رمضان شهر شريف تضاعف فيه الحسنات ويمحى فيه السيئات قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان لبلال ناد في الناس فجمع الناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ان هذا الشهر قد خصكم الله به وهو
(٢٨٣)