وإن شاء فرق بينها ولو عجز من صيامها تصدق عن كل يوم بمد من طعام ولأنه فداء يوم من رمضان ولان عيص بن القاسم سأل الصادق (ع) عمن لم يصم الثلاثة الأيام وهو يشتد عليه الصيام هل من فداء قال مد من طعام في كل يوم مسألة يستحب صوم أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر باجماع العلماء روى العامة عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أبا ذر إذا صمت من الشهر ثلاث فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ومن طريق الخاصة ما رواه الزهري عن زين العابدين علي بن الحسين (ع) في حديث طويل وصوم أيام البيض وسميت أيام البيض لابيضاض أيامها (ليلها) كلها بضوء القمر والتقدير أيام الليالي البيض ونقل الجمهور ان الله تعالى تاب على آدم فيها وبيض صحيفته مسألة يستحب صوم أربعة أيام في السنة يوم مبعث النبي صلى الله عليه وآله وهو السابع والعشرون من رجب ويوم مولد النبي صلى الله عليه وآله و هو السابع عشر من ربيع الأول ويوم دحو الأرض وهو الخامس والعشرون من ذي القعدة ويوم الغدير وهو الثامن عشر من ذي الحجة وهو اليوم الذي نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا (ع) خليفة وإماما للناس لأنها أيام شريفة نعم الله تعالى بأعظم البركات واستحب شكره بالصوم فيها روى محمد بن عبد الله الصيقل قال خرج علينا أبو الحسن الرضا (ع) بمرو في خمسة وعشرين من ذي القعدة فقال صوموا فإني أصبحت صائما قلنا جعلنا الله فداك أي يوم هو قال يوم نشرت فيه الرحمة ودحيت فيه الأرض ونصبت فيه الكعبة وسأل الحسن بن راشد الصادق (ع) قال قلت له جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين قال نعم يا حسن أعظمها وأشرفها قلت فأي يوم هو قال يوم نصب أمير المؤمنين (ع) فيه علما للناس إلى أن قال ولا تدع صوم سبعة وعشرين من رجب فإنه اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد صلى الله عليه وآله قال إسحاق ابن عبد الله العريضي العلوي وجل في صدري ما الأيام التي تصام فقصدت مولانا أبا الحسن محمد بن علي الهادي (ع) وهو بصريا ولم أدر ذلك لاحد من خلق الله فدخلت عليه فلما بصر بي قال صلى الله عليه وآله يا إسحاق جئت تسألني عن الأيام التي يصام فيهن وهي أربعة مواطن أولهن يوم السابع والعشرون من رجب يوم بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وآله إلى خلقه رحمة للعالمين ويوم مولده صلى الله عليه وآله وهو السابع عشر من شهر ربيع الأول ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة فيه دحيت الكعبة ويوم العيدين فيه أقام رسول الله صلى الله عليه وآله أخاه عليه (ع) علما للناس وإماما من بعده قلت صدقت جعلت فداك لذلك قصدت أشهد انك حجة الله على خلقه مسألة يستحب صوم يوم عرفة باتفاق علمائنا روى العامة إن رسول الله (ص) قال صيام يوم عرفة كفارة سنة والسنة التي تليها ومن طريق الخاصة قول الصادق (ع) صوم يوم التروية كفارة سنة ويوم عرفة كفارة سنتين ولا يكره صومه للحاج إلى أن يضعفهم عن الدعاء ويقطعهم عنه وبه قال أبو حنيفة وابن الزبير وإسحاق وعطاء لان محمد بن مسلم سأل الباقر (ع) عن صوم يوم عرفة قال من قوي عليه فحسن ان لم يمنعك عن الدعاء فإنه يوم دعاء ومسألة فصمه وان خفت ان تضعف عن ذلك فلا تصمه وقال باقي العامة انه مكروه لان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يصمه وهو ممنوع ولو سلم فللضعف أو لكونه مسافرا أو اصابه عطش ولو شك في هلال ذي الحجة كره صومه لجواز أن يكون العيد مسألة يستحب صوم يوم عاشوراء حزنا لا تبركا لأنه يوم قتل أحد سيدي شباب أهل الجنة الحسين بن علي صلوات الله عليهما وهتك حريمه وجرى فيه أعظم المصايب على أهل البيت (ع) فينبغي الحزن فيه بترك الاكل والملاذ قال أمير المؤمنين (ع) صوموا عاشورا التاسع والعاشر فإنه يكفر ذنوب سنة وقول الباقر والصادق (ع) لا تصم يوم عاشورا محمول على التبرك إذا عرفت هذا فإنه ينبغي أن لا يتم صوم ذلك اليوم بل يفطر بعد العصر لما روى عن الصادق (ع) ان صومه متروك بنزول شهر رمضان والمتروك بدعة والمراد بيوم عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم وبه قال سعيد بن المسيب والحسن البصري وروى عن ابن عباس انه التاسع من المحرم وليس بمعتمد وقد اختلف في صوم عاشوراء ولنا روايتان هل كان واجبا أم لا وقال بعضهم انه كان واجبا وبه قال أبو حنيفة وقال آخرون انه لم يكن واجبا وللشافعي قولان وعن أحمد روايتان مسألة يستحب صوم يوم المباهلة وهو الرابع والعشرون من ذي الحجة أمر الله تعالى رسوله بأن يباهل بأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (ع) نصارى نجران وفيه تصدق أمير المؤمنين (ع) بخاتمه في ركوعه ونزلت فيه الآية وهي قوله تعالى إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة وهم راكعون لأنه يوم شريف أظهر الله تعالى فيه نبينا عليه السلام على خصومه وحصل فيه التنبيه على قرب أمير المؤمنين (ع) من ربه واختصاصه وعظم منزلته وثبوت ولايته واستجابة الدعاء به وذلك نعمة عظيمة يستحب مقابلتها بالشكر وبالصوم مسألة يستحب صوم أول يوم من ذي الحجة وهو يوم ولد فيه إبراهيم خليل الله تعالى لعظم النعمة فيه بولادته عليه السلام قال الكاظم (ع) من صام أول يوم من ذي الحجة كتب الله له صوم ثمانين شهرا فإن صام التسعة كتب الله له صوم الدهر وقيل إن فاطمة تزوجت في ذلك اليوم وقيل في السادس من ذي الحجة ويستحب صوم عشر ذي الحجة إلا يوم العيد بالاجماع لما روى العامة عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ومن طريق الخاصة ما تقدم في حديث الكاظم (ع) ويستحب صوم يوم الخامس والعشرين من ذي الحجة وهو يوم نزل في علي وفاطمة والحسن والحسين (ع) هل أتى وفي السادس والعشرين منه طعن عمر بن الخطاب سنة ثلاث وعشرين من الهجرة وفي التاسع والعشرين منه قبض عمر بن الخطاب ويوم الثامن عشر منه هو يوم الغدير وهو يوم قتل عثمان بن عفان وبايع المهاجرون والأنصار عليا (ع) طائعين مختارين عدا أربعة أنفس منهم عبد الله بن عمر ومحمد بن مسلم وسعد بن أبي وقاص وأسامة بن زيد مسألة يستحب صوم رجب بأسره عند علمائنا لأنه شهر شريف معظم في الجاهلية والاسلام وهو أحد أشهر الحرم قال رسول الله صلى الله عليه وآله من صام شهر رجب كله كتب الله تعالى له رضاه ومن كتب له رضاه لم يعذبه وكان أمير المؤمنين (ع) يصومه ويقول هذا (رجب) شهري وشعبان شهر رسول الله صلى الله عليه وآله ورمضان شهر الله وقال احمد يكره صومه كله إلا لصايم السنة فيدخل ضمنا لان (حرشيه) شرحة بن الحر قال رأيت عمر يضرب اكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول كلوا فإنما هو شهر كان تعظمه الجاهلية وفعله ليس حجة ويتأكد استحباب أوله وثانيه وثالثه وفي اليوم الأول منه ولد مولانا الباقر (ع) يوم الجمعة سنة سبع وخمسين وفي الثاني منه كان مولد أبي الحسن الثالث (ع) وقيل الخامس منه ويوم العاشر ولد أبو جعفر الثاني عليه السلام ويوم الثالث عشر منه ولد مولينا أمير المؤمنين (ع) في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة ذكره الشيخ (ره) عن ابن عباس من علمائنا وفي اليوم الخامس عشر خرج فيه رسول الله صلى الله عليه وآله من الشعب وفي هذا اليوم لخمسة أشهر من الهجرة عقد رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع) على ابنته فاطمة (ع) عقدة النكاح وفيه حولت القبلة من بيت المقدس وكان الناس في صلاة العصر مسألة ويستحب صوم شعبان بأسره قال الصادق (ع) صوم شعبان وشهر رمضان متتابعين توبة من الله وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ألا ان شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري ويتأكد صوم أول يوم منه قال الصادق (ع) من صام أول يوم من شعبان وجبت له الجنة البتة ومن صام يومين نظر الله إليه في كل يوم وليلة في دار الدنيا ودام نظره إليه في الجنة ومن صام ثلاثة أيام زار الله في عرشه في
(٢٧٨)