منا فإذا وضعت اللبن فقل اللهم صل وحدته وآنس وحشته واسكن إليه من رحمتك رحمة تعينه بها عن رحمة من سواك فإذا خرجت من قبره فقل انا لله وانا إليه والحمد لله رب العالمين اللهم ارفع درجته في أعلا عليين واخلف على عقبه في الغابرين وعندك نحتسبه يا رب العالمين مسألة ويحل عقد كفنه من قبل رأسه ورجليه لان عقدها كان لخوف انتشارها وقد امن من ذلك ولما ادخل النبي صلى الله عليه وآله نعيم بن مسعود الأشجعي القبر نزع الأخلة بفيه ولا يشق الكفن لأنه اتلاف يستغنى عنه وقد أمر النبي صلى الله عليه وآله ان يحسن الكفن وتخريقه يسلب حسنه ثم يضع خده على التراب ويستحب أن يضع معه شيئا من تربة الحسين (ع) للأمن والستر فقد روى أن مراة كانت تزني وتحرق أولادها خوفا من أهلها فلما ماتت دفنت فقذفتها الأرض ودفنت ثانيا وثالثا فجرى مثل ذلك فسالت أمها الصادق (ع) عن ذلك وأخبرته بحالها فقال إنها كانت تعذب خلق الله بعذاب الله اجعلوا معها شيئا من تربة الحسين (ع) ففعل فاستقرت مسألة إذا طرحه في اللحد لقنه الولي أو من يأمره وهو التلقين الثاني قال الصادق (ع) إذا وضعته في اللحد فضع فمك على اذنه وقل الله ربك والاسلام دينك ومحمد نبيك والقرآن كتابك وعلى امامك وقال الصادق (ع) تضع يدك اليسرى على عضده الأيسر وتحركه تحريكا شديدا ثم تقول يا فلان بن فلان إذا سئلت فقل الله ربى ومحمد نبي والاسلام ديني والقرآن كتابي وعلى امامى حتى تستوفى الأئمة ثم تعيد القول ثم تشرح اللحد باللبن والطين قال الصادق (ع) وتضع الطين واللبن ثم تخرج من قبل الرجلين لما تقدم من أنه باب القبر وقال الباقر (ع) من دخل القبر فلا يخرج منه الا من قبل الرجلين مسألة ثم يهيل التراب عليه وكذا الحاضرون بظهور الأكف مسترجعين لان الكاظم (ع) حثا التراب على القبر بظهر كفه وقال الصادق (ع) إذا حثوت التراب على الميت فقل اللهم ايمانا بك وتصديقا بكتابك هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله وقال أمير المؤمنين (ع) سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من حثا على الميت وقال هذا القول أعطاه الله بكل ذرة حسنة ويكره ان يهيل ذو الرحم على رحمه لان بعض أصحاب الصادق (ع) مات له ولده فحضره الصادق (ع) فلما الحد تقدم أبوه فطرح عليه التراب فاخذ الصادق (ع) بكفيه وقال لا تطرح عليه التراب ومن كان منه ذا رحم فلا تطرح عليه التراب فقلنا يا ابن رسول الله أتنهانا عن هذا وحده فقال أنهاكم ان يطرح التراب على ذي الأرحام فان ذلك يورث القسوة في القلب ومن قسا قلبه بعد عن ربه مسألة ثم يطم القبر ولا يطرح فيه من غير ترابه اجماعا لان النبي صلى الله عليه وآله نهى ان يزاد في القبر على حفرته وقال لا يجعل في القبر من التراب أكثر مما خرج منه ومن طريق الخاصة قول الصادق (ع) ان النبي صلى الله عليه وآله نهى ان يزاد على القبر تراب لم يخرج منه وقال الصادق (ع) ولا تطينوا القبر من غير طينه ويستحب ان يرفع مقدار أربع أصابع لا أزيد ليعلم انه قبر فيتوقى ويترحم عليه ورفع قبر النبي صلى الله عليه وآله قدر شبر وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى (ع) لا تدع تمثالا الا طمسته ولا قبرا مشرفا الا سويته ومن طريق الخاصة رواية محمد بن المسلم عن أحدهما (ع) قال ويلزق الأرض بالقبر الا قدر أربع أصابع مفرجات مسألة ثم يربع القبر مسطحا ويكره التسنيم ذهب إليه علمائنا أجمع وبه قال الشافعي لان رسول الله (ص) سطح قبر ابنه إبراهيم وقال القاسم بن محمد رأيت قبر النبي صلى الله عليه وآله وقبر أبى بكر وعمر مسطحة ومن طريق الخاصة رواية محمد بن مسلم عن أحدهما وربع قبره ولان قبور المهاجرين والأنصار بالمدينة مسطحة وهو يدل على أنه السنة وانه أمر متعارف وقال أبو حنيفة ومالك والثوري واحمد السنة التسنيم لان إبراهيم النخعي قال اخبرني من رأى قبر النبي صلى الله عليه وآله وصاحبيه مسنمة وهو مرسل فلا عبرة به مسألة ثم يصب الماء عليه من أربع جوانبه مبتدئا بالرأس دورا فان فضل عن الماء شئ صبه على وسط القبر قال الصادق (ع) السنة في رش الماء على القبر ان تستقبل القبلة وتبدأ من عند الرأس إلى عند الرجل يدور من القبر من الجانب الآخر ثم يرش على وسط القبر ويستحب ان يضع الحاضرون الأيدي عليه مترحمين قال الباقر (ع) إذا حثى عليه التراب وسوى قبره فضع كفك على قبره عند رأسه وفرج أصابعك واغمز كفك عليه بعد ما ينضح بالماء وقال الباقر (ع) بعد ان وضع كفه على القبر اللهم جاف الأرض عن جنبيه واصعد إليك روحه ولقه منك رضوانا واسكن قبره من رحمتك ما تغنيه به عن رحمته من سواك ثم مضى مسألة ثم يلقنه بعد انصراف الناس عنه وليه مستقبلا للقبر والقبلة وهو التلقين الثالث ذهب إليه علماؤنا أجمع خلافا للجمهور لما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله قال إذا مات أحدكم فسويتم عليه التراب فليقم أحدكم عند رأس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلان فإنه يسمع ولا يجب ثم ليقل يا فلان بن فلان الثانية فيستوى قاعدا ثم ليقل يا فلان بن فلان فإنه يقول ارشدنا يرحمك الله ولكن لا تسمعون فيقول أذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة ان لا إله إلا الله وحده وأن محمدا عبده ورسوله وانك رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبينا وبالقرآن كتابا فان منكرا ونكيرا يتأخر كل واحد منهما فيقول انطلق فما يقعدنا عند هذا وقد لقن حجته ويكون الله حجته دونهما فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله فإن لم يعرف اسم امه قال فلينسبه إلى حوا ومن طريق الخاصة قول الصادق (ع) ما على أهل الميت منكم ان يدرؤا عن ميتهم لقاء منكر ونكير قلت كيف يصنع قال إذا أفرد الميت فليتخلف عنده أولي الناس به فليضع فمه عند رأسه ثم ينادى بأعلى صوته يا فلان بن فلان أو فلانة بنت فلان هل أنت على العهد الذي فارقتنا عليه شهادة ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وان عليا أمير المؤمنين وان ما جاء به محمد حق وان الموت والبعث حق وان الله يبعث من في القبور قال فيقول منكر ونكيرا انصرف بنا عن هذا فقد لقن حجته قال الشيخ ويسمى الأئمة واحدا واحدا لأنه موضع الحاجة مسألة ينبغي تعليم القبر بحجر أو خشبته ليعرف أهله فيترحمون عليه لان النبي صلى الله عليه وآله لما مات عثمان بن مظعون واخرج بجنازته فدفن أمر (ع) رجلا ان يأتيه بحجر فلم يستطيع حمله فقام رسول الله (ص) فحسر عن ذراعيه ثم حملها فوضعها عند رأسه وقال اعلم بها قبر أخي وادفن إليه من مات من أهله ومن طريق الخاصة رواية يونس بن يعقوب قال لما رجع الكاظم (ع) من بغداد ومضى إلى المدينة ماتت بنت له بفيد فدفنها وامر بعض مواليه ان يجصص قبرها ويكتب على لوح اسمها ويجعله في القبر المطلب السادس في اللواحق مسألة الدفن في مقبرة المسلمين أفضل من الدفن في البيوت لأنه أقل ضررا على الاحياء من ورثته وأشبه بمساكن الآخرة وأكثر للدعاء له والترحم عليه ولم تزل الصحابة والتابعون ومن بعدهم يقبرون في الصحارى واختاره النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه وكان يدفنهم بالبقيع ودفن النبي صلى الله عليه وآله في بيته لأنه فعل أصحابه وفعله أولي من فعل غيره أو لأنه قيل قبض في أشرف البقاع فيدفن فيه أو لما يقال من أن الأنبياء يدفنون حيث يموتون أو ليتميز عن غيرهم فروع - آ - يستحب ان يدفن في أشرف البقاع فإن كان بمكة ففي مقبرتها وكذا بالمدينة ومشاهد الأئمة (ع) وفى المقبرة التي يكثر فيها الصالحون والشهداء لتناله بركتهم وكذا في البقاع الشريفة لان موسى (ع) لما حضرته الوفاة سال الله عزو جل ان يدنيه إلى الأرض المقدسة رمية بحجر قال النبي صلى الله عليه وآله لو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر - ب - لو جمع الأقارب في الدفن حسن لان النبي صلى الله عليه وآله لما دفن عثمان بن مظعون قال ادفن إليه من مات من أهله ولأنه أسهل لزيارتهم وأكثر للترحم عليه وينبغي تقديم الأب ثم من يليه في السن والفضيلة إذا أمكن - ج - ينبغي دفن الشهيد حيث قتل لان النبي (ص) قال ادفنوا القتلى في مصارعهم - د - لو طلب بعض الورثة الدفن في المسيلة والبعض في الملك دفن في المسيلة لأنه أقل ضررا فان تشاحا في الكفن قدم قول من يكفنه من ملكه لان فيه منة يتضرر بها الوارث - ه - لو اوصى بان يدفن في داره وكان من الثلث وقال احمد يدفن في المسيلة لئلا يضر بالورثة - و - قال الشيخ يستحب ان يكون للانسان مقبرة ملك يدفن أهله وأقاربه
(٥٥)