على شئ من الطعام أو غيره لاشتماله على دناءة النفس وذلتها، والله تعالى يحب معالي الأمور، وفعل النبي (صلى الله عليه وآله) (1) مخصوص بما إذا ندب صاحب النثار إليه وطلب ذلك من الجماعة، ولأنه أراد بعد النهي إظهار إباحة الفعل، لأن الصحابة كانوا يتابعونه في أفعاله " (2).
تنبيه (2):
قال العلامة أيضا: " إنما يتصرف الضيف في الطعام بالأكل، فليس له التصرف بما عداه، فلا يجوز له أن يأخذ منه مع نفسه شيئا إلا إذا علم أن المالك يرضى بنقله، ويختلف ذلك بتقدير المأخوذ وجنسه وبحال الضيف والدعوة، فإن شك في أنه هل يسامح المالك بذلك أم لا؟ لم يجز له النقل " (3).
وكلامه مطابق للقواعد العامة ولم يتعرض للمسألة أغلب الفقهاء.
آداب الأكل:
المقصود بها هنا مجموع ما تستحب أو تكره مراعاته عند الجلوس على مائدة الطعام، وهي المعبر عنها ب " آداب المائدة " أيضا، نشير إلى أهمها إجمالا فيما يأتي:
أولا - ما يستحب فعله عند الأكل:
1 - غسل اليدين:
يستحب غسل اليدين قبل الطعام وبعده (1)، للروايات المستفيضة التي فيها الصحاح وغيرها، والتي ورد في بعضها: أن " الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر " (2) أو " يزيدان في الرزق " (3).
وفي بعضها: " من سره أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور طعامه " (4). والظاهر أن الوضوء هنا بمعنى غسل اليدين.
وفي بعض آخر منها: " من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش في سعة وعوفي من بلوى في جسده " (5).
وفي وصايا النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): " يا علي، إن الوضوء قبل الطعام وبعده شفاء في الجسد ويمن في الرزق " (6).
وإطلاق النصوص والفتاوى يقتضي عدم الفرق بين كون الطعام مائعا أو جامدا، وبين كونه مما يباشر باليد أو بآلة كالملعقة (7).