يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا الله رب العالمين... " (1).
ويستحب أيضا اختيار إطعام المحاويج، وإن كان إطعام الموسر مستحبا أيضا، فقد روى سدير الصيرفي، قال: " قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما منعك أن تعتق كل يوم نسمة؟ قلت: لا يحتمل مالي ذلك، قال: تطعم كل يوم مسلما، فقلت: موسرا أو معسرا؟
فقال: إن الموسر قد يشتهي الطعام " (2).
وتكره دعوة الأغنياء دون الفقراء، فقد " نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن وليمة يخص بها الأغنياء ويترك الفقراء " (3)، وفي كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عثمان بن حنيف: " أما بعد يا بن حنيف، فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان، وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو... " (4).
وأولم إسماعيل (5)، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام):
" عليك بالمساكين فأشبعهم... " (1).
موارد يستحب الإطعام فيها بالخصوص:
1 - النكاح:
ورد النص باستحباب الإطعام والوليمة في النكاح، وصرح به الفقهاء، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أن من سنن المرسلين الإطعام عند التزويج " (2)، وورد: أنه أولم عند تزوجه ببعض زوجاته (3).
لكن ورد عنه (صلى الله عليه وآله): " الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، وما زاد رياء وسمعة " (4). وفي حديث آخر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): " الوليمة يوم، ويومان مكرمة، وثلاثة أيام رياء وسمعة " (5).
2 - الولادة، 3 - الختان، 4 - شراء الدار، 5 - الرجوع من سفر الحج أو مطلق السفر:
ويدل على استحباب الإطعام والوليمة في هذه الموارد، ما ورد عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " لا وليمة إلا في خمس: في عرس، أو خرس، أو عذار، أو وكار، أو ركاز.
(1) الكافي 6: 299، باب نوادر كتاب الأطعمة، الحديث 16.
(2) الوسائل 20: 94، الباب 40 من أبواب مقدمات النكاح، الحديث الأول.
(3) المصدر المتقدم: الحديث 3.
(4) المصدر المتقدم: الحديث 4.
(5) المصدر المتقدم: الحديث 2.