يشمل الرجل والمرأة. قال العلامة: " ليس للمرأة الاعتكاف في مسجد بيتها - وهو الذي عزلته وهيأته للصلاة فيه - لأنه ليس له حرمة المساجد، وليس مسجدا حقيقة، ولهذا يجوز تبديله وتوسيعه وتضييقه، فلم يكن مسجدا حقيقة، فأشبه سائر المواضع " (1).
وقال صاحب المدارك في ذلك: " هذا قول علمائنا أجمع، ووافقنا عليه أكثر العامة " (2).
الزمان الذي يصح فيه الاعتكاف:
لم يذكر الفقهاء زمانا خاصا للاعتكاف، لكن لما كان الاعتكاف مشروطا بالصوم، فلابد من أن يكون في زمان يصح فيه الصوم من حيث الزمان والمعتكف. فإذا لم يصح الصوم من هاتين الجهتين فلا يصح الاعتكاف.
وبناء على ذلك، فلا يصح الاعتكاف في يومي العيدين، لحرمة الصوم فيهما، كما لا يصح في زمان الحيض والنفاس، لعدم صحة الصوم فيهما أيضا، وأما في حالة السفر، فسيأتي عن قريب بيان حكمه.
أفضل الأزمنة للاعتكاف:
أفضل أوقات الاعتكاف هي العشر الأواخر من شهر رمضان (1)، فقد ورد: أنه " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا كان العشر الأواخر اعتكف في المسجد، وضربت له قبة من شعر، وشمر المئزر، وطوى فراشه " (2).
وورد أيضا: أنه " اعتكف رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شهر رمضان في العشر الأولى، ثم اعتكف في الثانية في العشر الوسطى، ثم اعتكف في الثالثة في العشر الأواخر، ثم لم يزل (صلى الله عليه وآله) يعتكف في العشر الأواخر " (3).
شرائط صحة الاعتكاف:
ذكر الفقهاء لصحة الاعتكاف شروطا نشير إليها إجمالا فيما يلي:
1 - الإسلام:
الاعتكاف كسائر العبادات لا يصح من غير المسلم، لاحتياج العبادات إلى قصد القربة، وهي غير حاصلة منه (4)، كما تقدم في عنوان " إسلام ".