علمائنا وقد يجرى في بعض عبارة والقصد شدة الاستحباب عملا بالأصل ولان النبي صلى الله عليه وآله كان يقنت تارة ويترك أخرى وقال الباقر (ع) في القنوت إن شئت فاقنت و إن شئت لا تقنت وقول الصادق (ع) فمن ترك القنوت رغبة عنه فلا صلاة له محمول على نفى الفضيلة أو لأنه مشروع فتركه رغبة عنه يعطى كون التارك مستخفا بالعبادات وهذا لا صلاة له حينئذ ولو تركه ناسيا لم يعد إجماعا لقول الصادق (ع) إن نسى الرجل قنوتا في شئ من الصلاة حتى يركع فقد جازت صلاته وليس عليه شئ وليس له ان يدعه معتمدا مسألة ويستحب فيه الجهر لقول الباقر (ع) القنوت كله جهار وقال المرتضى إنه تابع للقرائة بجهر فيما يجهر فيه ويخافت فيما يخافت لأنه ذكر فيتبع القراءة وقال الشافعي يخافت به مطلقا لأنه مسنون فأشبه التشهد الأول والأصل ممنوع مسألة لو نسيه في الثانية قبل الركوع قضاء بعده لقول الصادق (ع) في الرجل ينسى القنوت حتى يركع قال يقنت بعد الركوع فإن لم يذكر حتى ينصرف فلا شئ عليه ولو لم يذكر حتى ركع في الثالثة قضاه بعد فراغه عن الصلاة لفوات محله وهو الثانية ولقول الصادق (ع) إذا سهى الرجل في القنوت قنت بعد ما ينصرف وهو جالس مسألة إذا قنت الامام تبعه المأموم فيه وللشافعية قولان أحدهما ذلك والثاني التأمين لدعاء الامام وقال بعضهم إن كان ثناء على الله تعالى تابعه وإن كان دعاء امن عليه وقولنا أولي وقد بينا استحباب رفع اليدين بالقنوت وبه قال الشافعي لان أنسا قال رأيت النبي (ص) كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو على الذين قتلوا الفراء ببئر معوية فإذا فرغ من القنوت استحب الشافعي مسح وجهه بيديه لان ابن عباس روى قول النبي صلى الله عليه وآله إذا دعوت الله فادع الله ببطون كفيك ولا تدع بظهورهما فإذا فرغت فامسح راحتيك على وجهك ولا يستحب مسح غير الوجه ومنع القفال من رفع اليدين في القنوت قياسا على الدعاء في التشهد وكره الشافعي تخصيص الامام نفسه بالدعاء لقوله (ص) إذا خص الامام نفسه بالدعاء فقد خان وروى واحد من الصحابة صورتين أحدهما اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونستهديك ونستنصرك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثنى عليك الخير كله ونشكرك ولا نكفرك ونخلع من يفجرك والثانية اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك وإن عذابك بالكفار ملحق فقال عثمان اجعلوها في القنوت ولم يثبتهما في المصحف لانفراد الواحد وكان عمر يقنت بذلك ولم ينقل ذلك من طريق أهل البيت عليهم السلام فلو قنت بذلك جاز لاشتماله على الدعاء الرابع التكبيرات الزائدة على تكبيرة الاحرام منها ما هو خارج عن الصلاة وهي ست متقدمة وثلاث بعد التسليم ومنها ما هو في الصلاة وقد اتفق علماؤنا على ثبوت أربع وتسعين تكبيرة مستحبة في كل الصلوات الخمس تكبيرة الركوع والسجود والرفع منهما واختلف الشيخان في اثبات تكبيرة أخرى والأصل فيه ان شيخنا المفيد يقوم إلى الثالثة بالتكبير ويسقط تكبير القنوت والشيخ الطوسي يقوم إلى الثالثة كما يقوم إلى الثانية بحول الله وقوته أقوم وأقعد وتكبيرة القنوت يسقط باعتبار قول المفيد وتكبيرة القيام إلى الثانية في الصبح وقول الشيخ أجود لقول الصادق (ع) التكبير في صلاة الفرض في الصلوات الخمس خمس وتسعون تكبيرة منها القنوت خمس و عند عبد الله بن المغيرة وفسرهن الظهر إحدى وعشرون تكبيرة وفى العصر إحدى وعشرون تكبيرة وفى المغرب ست عشرة تكبيرة وفى العشاء الأخيرة إحدى وعشرون تكبيرة وفى الفجر إحدى وعشرة تكبيرة وخمس تكبيرات في القنوت لخمس صلوات وقال علي (ع) خمس وتسعون تكبيرة في اليوم والليلة للصلوات منها تكبيرة القنوت وقال الصادق (ع) إذا جلست في الركعتين الأوليين فتشهدت ثم قمت فقل بحول الله وقوته أقوم وأقعد وقال (ع) إذا قمت من الركعتين فاعتمد على كفيك وقل بحول الله وقوته أقوم وأقعد فان عليا (ع) كان يفعل ذلك الخامس التعقيب وقد أجمع العلماء على استحبابه عقيب الصلوات لقول أبي هريرة جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعم المقيم يصلون كما نصلى ويقومون كما نقوم ولهم فضول أموال يحجون بها ويعتمرون ويتصدقون فقال الا أحدثكم بحديث إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيهم إلا من عمل مثله تسبحون الله وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين ومن طريق الخاصة قول الصادق (ع) التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد قال الراوي يعنى بالتعقيب الدعاء عقيب الصلوات وهو أفضل من التنفل بعد الفريضة لقول الباقر (ع) الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة نفلا مسألة ويستحب الدعاء بالمنقول عن أهل البيت (ع) وأفضله تسبيح الزهراء (عه) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله معقبات لا يخيب قائلهن دبر كل صلاة مكتوبة ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة ومن طريق الخاصة قول الباقر (ع) ما عبد الله بشئ أفضل من تسبيح الزهراء (عه) ولو كان شئ أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة (ع) وكان يقول تسبيح فاطمة (ع) في كل يوم دبر كل صلاة أحب إلى من صلاة الف ركعة في كل يوم وانما نسب التسبيح إليها (ع) لأنها السبب في تشريعه روى الصدوق ان أمير المؤمنين (ع) قال لرجل من بنى سعد ألا أحدثكم عنى وعن فاطمة انها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى اثر في صدرها وطحنت بالرحا حتى مجلت يداها وكنست البيت حتى أغبرت ثيابها وأوقدت تخت القدر حتى دكنت ثيابها فأصابها من ذلك ضرر شديد فقلت لها لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك حرما أنت فيه من هذا العمل فأتت النبي صلى الله عليه وآله فوجدت عنده حداثا فاستحيت وانصرفت فعلم (ع) انها جاء لحاجة فغدا علينا ونحن في لفاعنا فقال السلام عليكم فسكتنا واستحيينا لمكاننا ثم قال السلام عليكم فسكتها ثم قال السلام عليكم فخشينا ان لم نرد عليه ان ينصرف وقد كان يفعل ذلك يسلم ثلاثا فإن اذن له وإلا انصرف فقلت وعليك السلام يا رسول الله أدخل فدخل وجلس عند رؤسنا فقال يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد صلى الله عليه وآله فخشيت ان لم تجبه ان يقوم فأخرجت رأسي فقلت له أنا والله أخبرك يا رسول الله صلى الله عليه وآله انها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها وجرت بالرحا حتى مجلت يداها وكسحت (كنست) البيت حتى أغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها فقلت لها لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك حرما أنت فيه من هذا العمل قال أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم إذا أخذتما منا فكبرا أربعا وثلاثين تكبيرة وسبحا ثلاثا وثلاثين وحمدا ثلاثا وثلاثين فأخرجت فاطمة رأسها فقالت رضيت عن الله وعن رسوله رضيت عن الله وعن رسوله مسألة المشهور إنه يبدأ بالتكبير ثم بالتحميد ثم بالتسبيح قال محمد بن عذافر دخلت على الصادق (ع) فسألته عن تسبيح فاطمة فقال الله أكبر أربعا وثلاثين مرة ثم قال الحمد لله حتى بلغ سبعا وستين ثم قال سبحان الله حتى بلغ مائة يحصيها بيده جملة واحدة وعن الصادق (ع) قال من سبح تسبيح الزهراء (ع) قبل أن يثنى رجليه من صلاة الفريضة غفر الله لله ويبدأ بالتكبير وفى رواية تقديم التسبيح على التحميد ويستحب قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاثين مرة قال الصادق (ع) ان رسول الله (ص) قال لأصحابه أرأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب والآنية ثم وضعتم بعضها على بعض ترونه يبلغ السماء قالوا لا يا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يقول أحدكم إذا فرغ من صلاته سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاثين مرة وهن يدفعن الهدم والغرق والحرق والتردي في البئر وأكل السبع وميتة السوء والبلية التي نزلت على العبد في ذلك اليوم مسألة قال الصادق (ع) أدنى ما يجزى من الدعاء بعد المكتوبة ان تقول اللهم صل على محمد وآل محمد اللهم انا نسئلك من كل خير أحاط به علمك ونعوذ بك من كل شر أحاط به علمك اللهم انا نسئلك عافيتك
(١٢٩)