الشمس إلى غروبها يسمى نهارا ومن غروب الشمس إلى ما طلوعها يسمى ليلا وهذه العين المفصلة تسمى يوما وأظهر هذا اليوم وجود الحركة الكبرى وما في الوجود العيني إلا وجود المتحرك لا غير وما هو عين الزمان فرجع محصول ذلك إلى أن الزمان أمر متوهم لا حقيقة له وإذا تقرر هذا فاليوم المعقول المقدر هو المعبر عنه بالزمان الموجود وبه تظهر الجمعات والشهور والسنون والدهور وتسمى أيا وتقدر بهذا اليوم الأصغر المعتاد الذي فصله الليل والنهار فالزمان المقدر هو ما زاد على هذا اليوم الأصغر الذي تقدر به سائر الأيام الكبار فيقال في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون وقال في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وقال عليه السلام في أيام الدجال يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم فقد يكون هذا الشدة الهول فرفع الإشكال ظاهر إتمام الحديث في قول عائشة فكيف يفعل في الصلاة في ذلك اليوم قال يقدر لها فلولا أن الأمر في حركات الأفلاك على ما هو عليه باق ما اختل ما صح أن يقدر لذلك بالساعات التي يعمل صورتها أهل هذا العلم فيعلمون بها الأوقات في أيام الغيم إذ لا ظهور للشمس فيكون في أول خروج الدجال تكثر الغيوم وتتوالى بحيث أن يستوي في رأى العين وجود الليل والنهار وهو من الأشكال الغريبة التي تحدث في آخر الزمان فيحول ذلك الغيم المتراكم بيننا وبين السماء والحركات كما هي فتظهر الحركات في الصنائع العملية التي عملها أهل صنعة العلماء بالهيئة ومجاري النجوم فيقدرون بها الليل والنهار وساعات الصلوات بلا شك ولو كان ذلك اليوم الذي هو كسنة يوما واحدا لم يلزمنا أن نقدر للصلوات فإنا ننتظر زوال الشمس فما لم نزل لا نصلي الظهر المشروع ولو أقامت لا تزول ما مقداره عشرون ألف سنة لم يكلفنا الله غير ذلك فلما قرر الشارع العبادة بالتقدير عرفنا أن حركات الأفلاك على بابها لم يختل نظامها فقد أعلمتك ما هو الزمان وما معنى نسبة الوجود إليه ونسبة التقدير فالأيام كثيرة ومنها كبير وصغير فأصغرها الزمن الفرد وعليه يخرج كل يوم هو في شأن فسمى الزمن الفرد يوما لأن الشأن يحدث فيه فهو أصغر الأزمان وأدقها ولا حد لأكبرها يوقف عنده وبينهما أيام متوسطة أولها اليوم المعلوم في العرف وتفصله الساعات والساعات تفصلها الدرج والدرج تفصله الدقائق وهكذا إلى ما لا يتناهى عند بعض الناس فإنهم يفصلون الدقائق إلى ثوان فلما دخلها حكم العدد كان حكمها العدد والعدد لا يتناهى فالتفصيل في ذلك لا ينتهي وبعض الناس يقولون بالتناهي في ذلك وينظرونه من حيث المعدود وهم الذين يثبتون أن للزمان عينا موجودة وكل ما دخل في الوجود فهو متناه بلا شك والمخالف يقول المعدود من كونه يعد ما دخل في الوجود فلا يوصف بالتناهي فإن العدد لا يتصف بالتناهي وبهذا يحتج منكر الجوهر الفرد وإن الجسم ينقسم إلى ما لا نهاية له في العقل وهي مسألة خلاف بين أهل النظر حدثت من عدم الإنصاف والبحث عن مدلول الألفاظ وقد ورد في الخبر الصحيح أن من أسماء الله الدهر ومعقولية الدهر معلومة نذكر ذلك إن شاء الله تعالى في هذا الكتاب والله يقول الحق وهو يهدي السبيل انتهى الجزء السابع والعشرون (بسم الله الرحمن الرحيم) (الباب الستون) في معرفة العناصر وسلطان العالم العلوي على العالم السفلي وفي أي دورة كان وجود هذا العالم الإنساني من دورات الفلك الأقصى وأية روحانية لنا أن لعناصر أمهات أربع * وهي البنات لعالم الأفلاك عنها تولدنا فكان وجودنا * في عالم الأركان والأملاك جعل الإله غذاءنا بسنابل * من حكم سنبلة بلا إشراك وكذاك ضاعف أجرنا بسنابل * سبع بقول ليس من أفاك وزماننا سبع من الآلاف جاد * بتكرر الأضواء والأحلاك
(٢٩٢)