من بتوقعه ثم إنه يتوقع ظهوره في عالم الشهادة فيكون أقرب في التناول وهو قوله قطوفها دانية أي قريبة ليد القاطف يقول احفظ طريق الاعتدال لا تنحرف عنه والاعتدال هنا ملازمتك حقيقتك لا تخرج عنها كما خرج المتكبرون ومن كان برزخا بين الطرفين كان له الاستشراف عليهما فإذا مال إلى أحدهما غاب عن الآخر (منزل البركات) وهو أيضا يشتمل على منزلين على منزل الجمع والتفرقة ومنزل الخصام البرزخي وهو منزل الملك والقهر وفيه قلت لمنازل البركات نور يسطع * وله بحبات القلوب توقع فيها المزيد لكل طالب مشهد * ولها إلى نفس الوجود تطلع فإذا تحقق سر طالب حكمة * بحقائق البركات شد المطلع فالحمد لله الذي في كونه * أعيانه مشهودة تتسمع البركات الزيادة وهي من نتائج الشكر وما سمي الحق نفسه تعالى بالاسم الشاكر والشكور إلا لنزيد في العمل الذي شرع لنا أن نعمل به كما يزيد الحق النعم بالشكر منا فكل نفس متطلعة للزيادة يقول وإذا تحقق طالب الحكم الزيادة انفرد بأمور يجهد أن لا يشاركه فيها أحد لتكون الزيادة من ذلك النوع وصاحب هذا المقام تكون حاله المراقبة للحال الذي يطلبه (منزل الأقسام والإيلاء) وهذا المنزل يشتمل على منازل منها منزل الفهوانيات الرحمانية ومنزل المقاسم الروحانية ومنزل الرقوم ومنزل مساقط النور ومنزل الشعراء ومنزل المراتب الروحانية ومنزل النفس الكلية ومنزل القطب ومنزل انفهاق الأنوار على عالم الغيب ومنزل مراتب النفس الناطقة ومنزل اختلاف الطرق ومنزل المودة ومنزل علوم الإلهام ومنزل النفوس الحيوانية ومنزل الصلاة الوسطى وفي هذا قلت منازل الأقسام في العرض * أحكامها في عالم الأرض تجري بأفلاك السعود على * من قام بالسنة والفرض وعلمها وقف على عينها * وحكمها في الطول والعرض يقول القسم نتيجة التهمة والحق يعامل الخلق من حيث ما هم عليه لا من حيث ما هو عليه ولهذا لم يول الحق تعالى للملائكة لأنهم ليسوا من عالم التهمة وليس لمخلوق أن يقسم بمخلوق وهو مذهبنا وإن أقسم بمخلوق عندنا فهو عاص ولا كفارة عليه إذا حنث وعليه التوبة مما وقع فيه لا غير وإنما أقسم الحق بنفسه حين أقسم بذكر المخلوقات وحذف الاسم يدل على ذلك إظهار الاسم في مواضع من الكتاب العزيز مثل قوله فورب السماء والأرض برب المشارق والمغارب فكان ذلك أعلاما في المواضع التي لم يجر للاسم ذكر ظاهر أنه غيب هنالك لأمر أراده سبحانه في ذلك يعرقه من عرفه الحق ذلك من نبي وولي ملهم فإن القسم دليل على تعظيم المقسم به ولا شك أنه قد ذكر في القسم من يبصر ومن لا يبصر فدخل في ذلك الرفيع والوضيع والمرضى عنه والمغضوب عليه والمحبوب والممقوت والمؤمن والكافر والموجود والمعدوم ولا يعرف منازل الأقسام إلا من عرف عالم الغيب فيغلب على الظن أن الاسم الإلهي هنا مضمر وقد عرفناك إن عالم الغيب هو الطول وعالم الشهادة هو العرض (منزل الإنية) ويشتمل على منازل منها منزل سليمان ع دون غيره من الأنبياء ومنزل الستر الكامل ومنزل اختلاف المخلوقات ومنزل الروح ومنزل العلوم وفيه أقول إنية قدسية مشهودة * لوجودها عند الرجال منازل تفني الكيان إذا تجلت صورة * في سورة أعلامها تتفاضل وتريك فيك وجودها بنعوتها * خلف الظلال وجودها لك شامل يقول إن الحقيقة الإلهية المعنوية بنعوت التنزيه إذا شوهدت تفني كل عين سواها وإن تفاضلت مشاهدها في الشخص الواحد بحسب أحواله وفي الأشخاص لاختلاف أحوالهم لما أعطت الحقيقة أنه لا يشهد الشاهد منا إلا نفسه كما لا تشهد هي منا إلا نفسها فكل حقيقة للأخرى مرآة المؤمن مرآة أخيه ليس كمثله شئ (منزل الدهور) يحتوي
(١٧٦)