اعتباره في الباطن) العارف يجد قبضا أو بسطا في حال من الأحوال لا يعرف سببه وهو أمر خطر عند أهل الطريق فيعلم أن ذلك لغفلة منه عن مراقبة قلبه في وارداته وقلة نفوذ بصيرته في مناسبة حاله مع الأمر الذي أورثه تلك الصفة فيتعين عليه التسليم لموارد القضاء حتى يرى ما ينتج له ذلك في المستقبل فإذا عرفه وجب عليه الاغتسال بالحضور التام مع الحق في علم المناسبات حتى لا يجهل ما يرد عليه من الحق من واردات التقديس وما الاسم الذي جاءه بذلك وما الاسم الذي جئ به من عنده وما الاسم الإلهي الذي هو في الحال حاكم عليه وهو الذي استدعى ذلك الوارد فهذه ثلاثة الاسم المستدعي والاسم المستدعى منه والاسم الوارد به فإن الحق من حيث ذاته لا سبيل لمناسبة تربطنا به أو تربطه بنا ليس كمثله شئ وهو السميع البصير فبأسمائه نتعلق وبها نتخلق وبها نتحقق والله الموفق (باب الاغتسال من التقاء الختانين من غير إنزال) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى الختان الختان فقد وجب الغسل واختلف العلماء في هذه المسألة فمن قائل بأنه يجب الغسل من التقاء الختانين ومن قائل بأنه لا يجب الغسل من التقاء الختانين وبه أقول (وصل) الاعتبار في ذلك إذا جاوز العبد حده ودخل في حدود الربوبية وأدخل ربه في الحد معه بما وصفه به مما هو من صفات الممكنات فقد وجب عليه الطهر من ذلك فإن تنزيه العبد أن لا يخرج عن إمكانه ولا يدخل الواجب لنفسه في إمكانه فلا يقول يجوز أن يفعل الله كذا أو يجوز أن لا يفعله فإن ذلك يطلب المرجح والحق له الوجوب على الإطلاق والذي ينبغي أن يقال يجوز أن توجد الحركة من المتحرك ويجوز أن لا توجد فيفتقر إلى المرجح فإذا كان العالم بالله تعالى بهذه المثابة وجب عليه الاغتسال وهو الطهر من هذا العلم بالعلم الذي لا يدخله تحت الجواز وسترد هذه المسألة إن شاء الله (باب الاغتسال من الجنابة على وجه اللذة) قد قررنا إن الجنابة هي الغربة وهي هنا غربة العبد عن موطنه الذي يستحقه وليس إلا العبودية أو تغريب صفة ربانية عن موطنها فيتصف بها أو يصف بها ممكنا من الممكنات فيجب الطهر في هذه المسألة بلا خلاف واعلم أن هذا الغسل الواحد المذكور في هذا الباب يتفرع منه مائة وخمسون حالا يجب الاغتسال على العبد في قلبه من كل حال منها ونحن نذكر لك أعيانها كلها إن شاء الله تعالى في عشرة فصول كل فصل منها يتضمن خمسة عشر حالا لتعرف كيف تلقاها إذا وردت على قلب العبد لأنه لا بد من ورودها على كل قلب من العوام والخصوص والله المؤيد والملهم لا قوة إلا به فمن ذلك (الفصل الأول) الجبروت والألوهية والعزة والمهيمنية والايمان والقيام والشوق والولاء والظلمة والسحر وعموم الرحمة وخصوصها والسلامة والطهارة والملك (الفصل الثاني) الكبرياء والستر والصورة والخلق والبراءة والإخلاص والإقرار والبرا والنصيحة والحب والقهر والهبة والرزق والفتوح والعلم (الفصل الثالث) البسط والقبض والإعزاز ورفع الدرج وخفض الميزان والشرك والإنصاف والطاعة والرضي والقناعة والإذلال والأصوات والرؤية والقضاء والعدالة (الفصل الرابع) اللطف والاختبار ورفع الستور والعظمة والحلم والشكر والاعتلاء والمحافظة والتقدير والزيادة والحدود والهوى والمنازعة والولاية والتمليك (الفصل الخامس) الرحم وإدخال السرور والقطيعة والخداع والاستدراج والحسبان والجلالة والكرم والمراقبة والإجابة والاتساع والحكمة والوداد والبعث والشرف (الفصل السادس) الشهادة والحق المحلوف به والوكالة والقوة والصلابة في كل شئ والنصرة والثناء والإحصاء والابتداء والإعادة والصدقة والقول والعفو والأمر والنهي (الفصل السابع) الأخلاق والمال والجاه والزيادة والايمان والحياة والموت والأحياء والقيومية والوجدان والاستشراف والوحدة والصمداني والقدرة والاقتدار
(٣٦٣)