ما في الوجود غيرنا * أنا وهو وهو وهو فمن لنا بنا لنا * كما له به له ولما رأينا فيما روينا أن الله أنزل لقاءه منزلة فطر الصائم فقال للصائم فرحتان فرحة عند فطره لأنه غذاء طبيعته وهو الغذاء الحجابي إذ المغذي هو الله تعالى وفرحة عند لقاء ربه وهو غذاؤه الحقيقي الذي به بقاؤه فجعل هاتين الفرحتين للصائم في الحجاب وفي رفع الحجاب فنظمنا في شرف الرغيف إذ هو الغذاء المعتاد عندنا وله الشكل الكري وهو أفضل الأشكال فخصصنا الرغيف بالذكر دون غيره من الأمور التي يكون بها الغذاء فقلنا فيما سخر الله في حقه من العالم وطلب الهمم كلها جهته لتصل إليه فإن كل حيوان يطلب غذاءه بلا شك بل كل موجود حتى ما لا يقال فقلنا إذا عاينت ذا سير حثيث * فذاك السير في طلب الرغيف لأن الله صيره حجابا * على اسميه المهيمن واللطيف به وله تجارات الذراري * وأرواح اللطائف والكثيف وتسخير العناصر والبرايا * وتكوين المعادن في الكهوف وتسيير المثقفة الجواري * بموج البحر والريح العسيف وقطع مهامه فيح تباري * بها الأنعام بالسير العنيف فمن شرف الرغيف يمين ربي * عليه للوضيع وللشريف يضج الخلق إن عدموه وقتا * عن إذن الواحد البر الرؤوف له صلوا وصاموا واستباحوا * دم الكفار والبر العفيف له تسعى الطيور مع المواشي * له يسعى القوي مع الضعيف فمن ساع له من غير شك * وللسبب الثقيل أو الخفيف هو المعنى ونحن إذا نظرنا * به عند التفكر كالحروف هو الجود الذي ما فيه شك * فيا شوقي لذا الجود الظريف فديتك من رغيف فيه سر * جلي بالتليد وبالطريف فقل للمنكرين صحيح قولي * لقد غبتم عن المعنى الطريف أليس الله صيره عديلا * لرؤيته على رغم الأنوف فالصفة التي يقوم بها المصلي في صلاته في رمضان أشرف الصفات لشرف الاسم لشرف الزمان فأقام الحق قيامه بالليل مقام صيامه بالنهار إلا في الفرضية رحمة بعبده وتخفيفا ولهذا امتنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقومه بأصحابه لئلا يفترض عليهم فلا يطيقونه ولو فرض عليهم لم يثابروا عليه هذه المثابرة ولا استعدوا له هذا الاستعداد ثم الذين ثابروا عليه في العامة يؤدونه أشأم أداء وأنقصه لا يذكرون الله فيه إلا قليلا لا يتمون ركوعه ولا سجوده ولا يرتلون قراءته وما سنه من سنه أعني من الاجتماع على قارئ واحد على ما هم الناس اليوم عليه من المتميزين من الخطباء والفقهاء وأئمة المساجد وفي مثل صلاتهم فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل ارجع فصل فإنك لم تصل فمن عزم على قيام رمضان المسنون قيامه المرغب فيه فليقم كما شرع الشارع الصلاة من الطمأنينة والخشوع والوقار وتدبر ما يتلى وإلا تركه أولى والقيام فيه أول الليل كما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه في الليلتين أو الثلاثة منه أولى ويكون في المسجد أولى منه في البيت بخلاف سائر النوافل وإنما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل بيته وصلى فيه رحمة بأمته أن يفترض عليهم فيعجزوا عنه أن يتكاسلوا وهو كما قال تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وقال بالمؤمنين رؤوف رحيم والصلاة فيه مثنى مثنى كما ورد في الخبر في صلاة الليل أنها مثنى مثنى (وصل في فصل صلاة الكسوف) وإنها سنة بالاتفاق وإنها في جماعة واختلفوا في صفتها والقراءة فيها والأوقات التي تجوز فيها وهل من شرطها
(٤٩٧)