حيا عالما مريدا قادرا لا غير وكل اسم له حكم في العالم فداخل تحت حيطة هذه الأربعة الأسماء الأمهات فمن راعى النصاب دون الحول اعتبر هذا فإنه فوق الزمان فإذا تكون عن الإنسان ما يتكون عن الطبيعة فقد بلغ النصاب فوجبت الزكاة وهي إلحاق ذلك بالأربع الصفات الثابتة في العلم الإلهي الذي لا يصح التكوين إلا بها والطبيعة آلة لا إله ومن اعتبر الحول مع النصاب فإنه إذا تكون عن الإنسان ما يتكون عن العناصر لا عن الطبيعة والعناصر لا يتكون عنها شئ إلا بمرور الأزمان عليها وهي حركات الأفلاك التي فوقها فزكاتها مقيدة بالزمان وهي إعطاء حق الله تعالى من ذلك التكوين بإضافته إلى الوجه الخاص الإلهي الذي له في كل ممكن من غير نظر إلى سببه وهذا هو عالم الخلق والأمر والأول هو عالم الأمر خاصة فاعلم ذلك (وصل في فصل حول ربح المال) فطائفة رأت أن حوله يعتبر فيه من يوم استفيد سواء كان الأصل نصابا أو لم يكن وبه أقول وطائفة قالت حول الربح هو حول الأصل أي إذا كمل الأصل حولا زكى الربح معه سواء كان الأصل نصابا أو أقل من نصاب إذا بلغ الأصل مع ربحه نصابا وانفرد بهذا مالك وأصحابه وفرقت طائفة بين أن يكون رأس المال الحائل عليه الحول نصابا أو لا يكون فقالوا إن كان نصابا زكى ربحه مع رأس المال وإن لم يكن نصابا لم يزك (وصل الاعتبار في هذا) الأعمال هي المال وربحها ما يكون عنها من الصور كالمصلي أو الذاكر يخلق له من ذكره وصلاته ملك يستغفر له إلى يوم القيامة فالصور التي تلبس الأعمال هي أرباحها كمانع الزكاة يأتيه ماله الذي هو قدر الزكاة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوق به ويقال له هذا كنزك والأعمال على قسمين عمل روحاني وهو عمل القلوب وعمل طبيعي وهو عمل الأجسام وهي الأعمال المحسوسة فما كان من عمل محسوس اعتبر فيه الحول وما كان من عمل معنوي لم يعتبر فيه الحول لأنه خارج عن حكم الزمان ولا بد من اعتبار النصاب في المعنى والحس وقد تقدم اعتبار النصاب وهو المقدار قبل هذا من هذا الباب وصورة الزكاة في ذلك الربح هو ما يعود منه على العامل من الخير من كونه موصوفا بصفات الدين لإعطائهم الزكاة من فقير ومسكين وغير ذلك وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يخلق من الأعمال من صور الأملاك أنه يستغفر له ذلك الملك إلى يوم القيامة ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بمكة في المنام وهو يقول ويشير إلى الكعبة يا ساكني هذا البيت لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت في أي وقت كان من ليل أو نهار أن يصلي في أي وقت شاء من ليل أو نهار فإن الله يخلق له من صلاته ملكا يستغفر له إلى يوم القيامة ومصداق بعض هذا الخبر ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا بنى عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى في أي وقت شاء من ليل أو نهار خرجه النسائي في سننه والله أعلم (وصل في فصل حول الفوائد) وهو ما يستفاد من المال من غير ربحه فقال بعض العلماء إن العلماء أجمعوا على إن المال إذا كان أقل من نصاب واستفيد إليه مال آخر من غير ربحه فكمل من مجموعهما نصاب إنه يستقبل به الحول من يوم كمل واختلفوا إذا استفاد مالا وعنده نصاب مال آخر قد حال عليه الحول فقال بعضهم يزكى المستفاد إن كان نصابا لحوله ولا يضم إلى المال الذي وجبت فيه الزكاة وبه أقول وقال بعضهم الفوائد كلها تزكي لحول الأصل إذا كان الأصل نصابا وكذلك الربح عندهم (وصل اعتبار هذا الفصل) من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها فقد استفاد من عمل غيره ما لم يكن من عمله فيكون ربحه وإنما هو عمل والحكم في ذلك في الاعتبار على ما هو في الحكم الظاهر كما فصلناه في المذاهب على اختلافها فيما اختلفوا فيه وإجماعها فيما أجمعوا عليه كما تقدم في الفصول قبله من الاعتبار في ذلك سواء (وصل في فصل اعتبار حول نسل الغنم) من العلماء من قال حول النسل هو حول الأمهات كانت الأمهات نصابا أو لم تكن ومن قائل لا يكون حول النسل حول الأمهات إلا أن تكون الأمهات نصابا (وصل الاعتبار في ذلك) ألحقنا بهم ذرياتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ وهذا في الذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم بإيمان فهذه الذرية بمنزلة نوافل الخيرات والأمهات مثل فرائض
(٥٩٩)