هذا المنزل على منازل منها منزل السابقة ومنزل العزة ومنزل روحانيات الأفلاك ومنزل الأمر الإلهي ومنزل الولادة ومنزل الموازنة ومنزل البشارة باللقاء وفيه أقول ومن المنازل ما يكون مقدرة * مثل الزمان فإنه متوهم دلت عليه الدائرات بدورها * وله التصرف والمقام الأعظم يقول لما كان الأزل أمرا متوهما في حق الحق كان الزمان أيضا في حق الحق أمرا متوهما أي مدة متوهمة تقطعها حركات الأفلاك فإن الأزل كالزمان للخلق فافهم (منزل لام الألف) هذا منزل الالتفاف والغالب عليه الائتلاف لا الاختلاف قال تعالى والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق وهو يحتوي على منازل منها منزل مجمع البحرين وجمع الأمرين ومنزل التشريف المحمدي الذي إلى جانب المنزل الصمدي وفيه أقول منازل اللام في التحقيق والألف * عند اللقاء انفصال حال وصلهما هما الدليل أعلى من قال إن أنا * سر الوجود وإني عينه فهما نعم الدليلان إذ دلا بحالهما * لا كالذي دل بالأقوال فانصرما يقول وإن ارتبط اللام بالألف وانعقد وصارا عينا واحدة وهو ظاهر في المزدوج من الحروف في المقام الثامن والعشرين بين الواو والياء اللذين لهما الصحة والاعتلال فلما في الألف من العلة ولما في اللام من الصحة وقعت المناسبة بينه وبين هذين الحرفين فيلي الصحيح منه حرف الصحة ويلي المعتل منه حرف العلة فيداه مبسوطة بالرحمة مقبوضة بنقيضها وليس للام الألف صورة في نظم المفرد بل هو غيب فيها ورتبة على حالها بين الواو والياء وقد استناب في مكانه الزاي والحاء والطاء اليابسة فله في غيبه الرتبة السابعة والثامنة والتاسعة فله منزلة القمر بين البدر والهلال فلم تزل تصحبه رتبة البرزخية في غيبته وظهوره فهو الرابع والعشرون إذ كانت له السبعة بالزاي والثمانية بالحاء والتسعة بالطاء واليوم أربع وعشرون ساعة ففي أي ساعة عملت به فيها أنجح عملك على ميزان العمل بالوضع لأنه في حروف الرقم لا في حروف الطبع لأنه ليس له في حروف الطبع إلا اللام وهو من حروف اللسان برزخ بين الحلق والشفتين والألف ليست من حروف الطبع فما ناب إلا مناب حرف واحد وهو اللام الذي عنه تولد الألف إذا أشبعت حركته فإن لم تشبع ظهرت الهمزة ولهذا جعل الألف بعض العلماء نصف حرف والهمزة نصف حرف في الرقم الوضعي لا في اللفظ الطبعي ثم نرجع فنقول إن انعقد اللام بالألف كما قلنا وصارا عينا واحدة فإن فخذيه يدلان على أنهما اثنان ثم العبارة باسمه تدل على أنه اثنان فهو اسم مركب من اسمين لعينين العين الواحدة اللام والأخرى الألف ولكن لما ظهرا في الشكل على صورة واحدة لم يفرق الناظر بينهما ولم يتميز له أي الفخذين هو اللام حتى يكون الآخر الألف فاختلف الكتاب فيه فمنهم من راعى التلفظ ومنهم من راعى ما يبتدئ به مخططه فيجعله أولا فاجتمعا تقديم اللام على الألف لأن الألف هنا تولد عن اللام بلا شك وكذلك الهمزة تتلو اللام في مثل قوله لأنتم أشد رهبة وأمثاله وهذا الحرف أعني لام ألف هو حرف الالتباس في الأفعال فلم يتخلص الفعل الظاهر على يد المخلوق لمن هو إن قلت هو لله صدقت وإن قلت هو للمخلوق صدقت ولولا ذلك ما صح التكليف وإضافة العمل من الله للعبد يقول صلى الله عليه وسلم إنما هي أعمالكم ترد عليكم ويقول الله وما تفعلوا من خير فلن تكفروه واعملوا ما شئتم إني بما تعملون بصير والله يقول الحق فكذلك أي الفخذين جعلت اللام أو الألف صدقت وإن اختلف العمل في وضع الشكل عند العلماء به للتحقق بالصورة وكل من دل على إن الفعل للواحد من الفخذين دون الآخر فذلك غير صحيح وصاحبه ينقطع ولا يثبت وإن غيره من أهل ذلك الشأن يخالفه في ذلك ويدل في زعمه والقول معه كالقول مع مخالفه ويتعارض الأمر ويشكل إلا على من نور الله بصيرته وهداه إلى سواء السبيل (منزل التقرير) وهو يشتمل على منازل منها منزل تعداد النعم ومنزل رفع الضرر ومنزل الشرك المطلق وفي ذلك أقول تقررت المنازل بالسكون * ورجحت الظهور على الكمون
(١٧٧)