(وصل في فصل تقدم الزكاة قبل الحول) فمن العلماء من منع من ذلك وبالمنع أقول ظاهرا لا باطنا ومنهم من جوز ذلك (الاعتبار) اعتبار التجويز وقدموا لأنفسكم وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وأولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون وقوله صلى الله عليه وسلم فيمن أتى بالشهادة قبل أن يسألها فعظم ما فيها من الأجر على أجر من أتى بالشهادة بعد أن طولب بأدائها وأما اعتبار المنع فإن الحكم للوقت فلا ينبغي أن يفعل فيه ما لا يقتضيه وهنا دقائق من العلوم من علوم الأسماء الإلهية وهل يحكم اسم في وقت سلطنة اسم آخر مع بقاء حكم صاحب الوقت وهل يشتركان في الوقت الواحد فيكون الحكم لكل واحد من الأسماء حكم في وقته وهل حكم الوقت هو الحاكم على الاسم بأن جعله بحكم الاستعداد المحكوم فيه الذي أعطاه الوقت فما وقع حكم إلا في وقته إلى مثل هذا فأعلمه ويكفي هذا القدر من اعتبار باب الزكاة والحمد لله انتهى الجزء الخامس والخمسون (بسم الله الرحمن الرحيم) (الباب الحادي والسبعون في أسرار الصوم) يا ضاحكا في صورة الباكي * أنت بنا المشكو والشاكي الصوم إمساك بلا رفعة * ورفعة من غير إمساك وقد يكونان معا عند من * يثبت توحيدا بإشراك صيدت عقول عن تصاريفها * بلا حبالات وأشراك صيدت عقول عن تصاريفها * بصارم للشرع بتاك فسلمت ما رد برهانها * وآمنت من غير إدراك جرى بها نجم الهدى سابحا * ما بين أملاك بأفلاك لولاك يا نفسي لما كنته * كأنه لولاك لولاك صومي عن الكون ولا تفطري * بذا إله الخلق أولاك وانوي بذاك الصوم من حيث هو * فإنه بالطبع غذاك في الصوم معنى لو تدبرته * ما حل مخلوق بمعناك لا مثل للصوم كذا قال لي * شارعه فدبري ذاك لأنه ترك فأين الذي * عملته أو أين دعواك قد رجع الأمر إلى أصله * بذاك ربي قد تولاك والصوم إن فكرت في حكمه * وأصل معناه بمعناك ثم أتى من عنده مخبر * عن صومك المشروع عراك فالصوم لله فلا تجهلي * وأنت مجلاه فإياك الصوم لله وأنت التي * تموت جوعا فاعلمي ذاك أنثك الرحمن من أجل من * يظهر منك حين سواك سبحان من سواك أهلا له * ولم ينل ذلك إلاك فأنت كالأرض فراش له * وعينه المنعوت بالباكي وصنعة الله ترى عينها * بينكما فأين مجلاك لما دعوت الله من ذلة * به تعالى بك لباك
(٦٠١)