إلى الأكوان وقوله ذكر أو أنثى اعتباره في الذكر العقل وفي الأنثى النفس ويعتبر فيهما أيضا في الذكر الناظر في العلم الإلهي وفي الأنثى الناظر في علم الطبيعة فنسب كل ناظر إلى مناسبه من جهة ما هو ناظر فيه وقوله غني أو فقير اعتباره غني بالله أو فقير إلى الله وقوله صاعا من تمر الصاع أربعة أمداد نشأته صاعه من أربعة أخلاط لكل ركن أو خلط مد لكمال نشأته روحا وعقلا وجسما ومرتبة ثم شهوده فيها الأربع النسب التي يصف بها ربه في إيجاد عينه وأصول كونه من حياة وعلم وإرادة وقدرة لكل صفة مد ليكون الجملة صاعا إذ بهذه النسب يصح كونه ربا وكونك مربوبا عبدا لله تعالى (وصل في فصل إخراج زكاة الفطر عن كل من يمونه الإنسان) ذكر الدارقطني من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر عن الصغير والكبير والحر والعبد ممن تمونون (وصل الاعتبار في ذلك) الأستاذ يقصد بالتلميذ في التربية ما لا يبلغه علم التلميذ حتى يحصل له ما قصد به الشيخ من الفائدة فذلك زكاة تعليمه فإن فضل ذلك المنوي يعود على التلميذ فكان التلميذ أعطاه الأستاذ لما يعود عليه من الفضل فقد يفتح على الأستاذ بصدق التلميذ فيما ليس عنده وينجر في هذه المسألة الولي يزكي مال اليتيم الذي في حجره وتحت نظره (وصل في فصل إخراجها عن اليهودي والنصراني) ذكره أبو الحسن الدارقطني رحمه الله في كتابه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني إخراج زكاة الفطر عن اليهودي والنصراني (الاعتبار في ذلك) نية الخير في العمل فيمن ليس من جنسك يعود فضله عليك وأنا مؤمن بما هو اليهودي والنصراني به مؤمن مما هو حق في دينه وفي كتابه من حيث إيماني بكتابي قال تعالى والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله فمن هناك يخرجها عنه فإني ممن أمونه أيضا فإن كتابي يتضمن كتابه وديني يتضمن دينه فدينه وكتابه مندرج في كتابي وديني النفس إذا أشركت في العمل طلب حظها فهي بمنزلة اليهودي والنصراني اللذين يقولان إن عزيرا ابن الله والمسيح ابن الله ويجب على المؤمن إخراج الزكاة عنها وهي بهذه الصفة فإن النبي عليه السلام قام إلى جنازة يهودية وقال أليست نفسا فهذا اعتبار إخراج الزكاة عن اليهودي والنصراني هذا إذا اعتبرت المعنى فإذا اعتبرت اشتقاق اللفظ من النصرة والهدى فالزكاة عنهما القصد بها وجه الله لا غير ذلك انتهى الجزء الثاني والخمسون (بسم الله الرحمن الرحيم) (وصل في فصل وقت إخراج زكاة الفطر) أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدي قبل خروج الناس إلى المصلي (الاعتبار في ذلك) المسارعة في إيصال الراحات إلى المفتقرين إليها وحينئذ يخرج إلى المصلي وهو قوله قدموا بين يدي نجواكم صدقة والمصلي يناجي ربه وهو خارج إلى المصلي فذلك خير له وأطهر (وصل في فصل المتعدي في الصدقة) قال الراوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال المتعدي في الصدقة كمانعها خرجه أبو داود (الاعتبار في ذلك) لنفسك عليك حق ولعينك عليك حق فإذا كلفتها فوق طاقتها أعللتها فادى ذلك إلى تعطيل خير كثير فكنت بمنزلة المانع من الخير في عين ما تريده من الخير وأنت تعلم أن النفس إنما هي بهذه الجوارح فإذا تعطلت الآلات وضعفت عن العمل بحملها الأول على الشدائد من العمل كنت كالمانع عن العمل ولنا في هذا المعنى ما يفعل الصنع التحرير في شغل * آلاته أذنت فيه بإفساد والزيادة في الحد نقص من المحدود (وصل في فصل زكاة العسل)
(٥٦٩)