الله حق قدره ومقادير المحسوسات من الأعمال أوزان وبالأوزان عرفت الأقدار (وصل في توقيت ما سقى بالنضح وما لم يسق به) ذكر البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما سقى بالنضح نصف العشر وما لم يسق بالنضح العشر (واعتباره) أعمال المراد وأعمال المريد فالمريد مع نفسه لربه فيجب عليه نصف العشر وهو أن يزكي من عمله ما ظهرت فيه نفسه والمراد مع ربه لا مع نفسه فيجب عليه العشر وهو نفسه كله فإنه لا نفس له لرفع التعب عنه وكذلك اعتباره في العلم الموهوب والعلم المكتسب لم يخلص لله منه إلا نصفه والموهوب كله لله والكل عبارة عن قدر الزكاة لا غير وهو ما ينسب إلى الله من ذلك العلم أو العمل وما ينسب إلى العبد من حيث حضور العبد مع نفسه في ذلك العلم أو العمل (وصل في إخراج الزكاة من غير جنس المزكى) في كل خمس ذود من الإبل شاة (اعتباره) ألا لله الدين الخالص فزكاة الأعمال الإخلاص والإخلاص ليس بعمل لافتقاره إلى الإخلاص وهو النية (وصل في فصل الخليطين في الزكاة) ذكر الدارقطني عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الخليطان ما اجتمعا على الحوض والراعي والفحل (وصل الاعتبار في ذلك) قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى فالمعاونة في الشئ اشتراك فيه وهذا معنى الخليطين فالحوض كل عمل أو علم يؤدي إلى حياة القلوب فيستعينا عليه بحسب ما يحتاج كل واحد منهما من صاحبه فيه وهو في الإنسان القلب والجارحة خليطان فالجارحة تعين القلب بالعمل والقلب يعين الجارحة بالإخلاص فهما خليطان فيما شرعا فيه من عمل أو طلب علم وأما الراعي فهو المعنى الحافظ لذلك العمل وهو الحضور والاستحضار مثل الصلاة لا يمكن أن يصرف وجهه إلى غير القبلة ولا يمكن أن يقصد بتلك العبادة غير ربه وهذا هو الحفظ لتلك العبادة والقلب والحس خليطان فيه وأما الفحل فهو السبب الموجب لما ينتجه ذلك العلم أو العمل عند الله من القبول والثواب فهما شريكان في الأجر فتأخذ النفس ما يليق بها مما يعطيه العلم ويأخذ الحس الذي للجسم ما يليق به من حسن الصورة في الدار الآخرة والمعنى الذي أنتج لهما هذا هو الفحل وهما فيه خليطان (وصل فيما لا صدقة فيه من العمل) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في العوامل صدقة ولا في الجبهة صدقة خرج هذا الحديث الدارقطني عن علي رضي الله عنه والعوامل هي الإبل التي يعمل عليها والجبهة الخيل وقد تقدم كلام الزكاة في الخيل (وصل) الاعتبار في ذلك الهياكل عوامل الأرواح لأنها عليها تعمل ما كلفت من العمل وبها يقع العمل منها ولا زكاة على العامل في بدنه وإنما الزكاة على الروح العامل بها وزكاته قصده وتقواه وهو الإخلاص لله في ذلك العمل قال الله تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم (وصل في فصل إخراج الزكاة من الجنس) خرج أبو داود عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فقال خذ الحب من الحب والشاة من الغنم والبعير من الإبل والبقر من البقر (وصل الاعتبار في ذلك) زكاة الظاهر ما قيده به الشرع من الأعمال الواجبة التي لها شبه في المندوب ففريضة الصلاة زكاة النوافل من الصلاة فإنها الواجبة أو صلاة ينذرها الإنسان على نفسه أو أي عبادة كانت وكذلك في الباطن زكاة من جنسه وهو أن يكون الباعث له على العبادة خوف أو مع والزكاة في الباعث الباطن من ذلك أن تكون ما تستحقه الربوبية من امتثال أمرها ونهيها لا رغبة ولا رهبة الأوقاص (وصل في ذكر ما لا يؤخذ في الصدقة) ذكر أبو داود في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس الغنم إلا أن يشاء المصدق (وصل الاعتبار في ذلك) الهرمة مثل قوله تعالى وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى وقال ليصل أحدكم
(٥٦٦)