اعلم أيها الولي الحميم أن التاء من عالم الغيب والجبروت مخرجه مخرج الدال والطاء عدده أربعة وأربعمائة بسائطه الألف والهمزة واللام والفاء والهاء والميم والزاي فلكه الأول سنيه قد ذكرت يتميز في خاصة الخاصة مرتبته السابعة سلطانه في الجماد طبعه البرودة واليبوسة عنصره التراب يوجد عنه ما يشاكل طبعه حركته ممتزجة له الخلق والأحوال والكرامات خالص كامل رباعي مؤنس له الذات والصفات له من الحروف الألف والهمزة ومن الأسماء كما تقدم (ومن ذلك حرف الصاد اليابسة) في الصاد نور لقلب بات يرقبه * عند المنام وستر السهد يحجبه فنم فإنك تلقى نور سجدته * ينير صدرك والأسرار ترقبه فذلك النور نور الشكر فارتقب * المشكور فهو على العادات يعقبه اعلم أيها الصفي الكريم أن الصاد من عالم الغيب والجبروت مخرجه مما بين طرفي اللسان وفويق الثنايا السفلي عدده ستون عندنا وتسعون عند أهل الأنوار بسائطه الألف والدال والهمزة واللام والفاء فلكه الأول سنيه قد ذكرت يتميز في الخاصة وخاصة الخاصة له أول الطريق مرتبته الخامسة سلطانه في البهائم طبعه الحرارة والرطوبة عنصره الهواء يوجد عنه ما يشاكل طبعه حركته ممتزجة مجهولة له الأعراف خالص كامل مثنى مؤنس له من الحروف الألف والدال ومن الأسماء كما تقدم ثم اعلم أني جعلت سر هذا الصاد اليابسة لا ينال إلا في النوم لكونى ما نلته ولا أعطانيه الحق تعالى إلا في المنام فلهذا حكمت عليه بذلك وليست حقيقته ذلك والله يعطيه في النوم واليقظة ولما وقفت عنده بالتقييد جعلت بعض الأصحاب يقرأ على أسرار الحروف لأصلح ما اختل منها عند التقييد لسرعة القلم فلما وصل بالقراءة إلى هذا الحرف قلت لهم ما اتفق لي فيه وأن النوم ليس لازما في نيله ولكن هكذا أخذته فوصفت حالي وانفض الجمع فلما كان من الغد من يوم السبت قعدنا على سبيل العادة في المجلس بالمسجد الحرام تجاه الركن اليماني من الكعبة المعظمة وكان يحضر عندنا الشيخ الفقيه المجاور أبو يحيى ببكر بن أبي عبد الله الهاشمي التويتمي الطرابلسي رحمه الله فجاء على عادته فلما فرغنا من القراءة قال لي رأيت البارحة في النوم كأني قاعد وأنت أمامي مستلق على ظهرك تذكر الصاد فأنشدتك مرتجلا الصاد حرف شريف * والصاد في الصاد أصدق فقلت لي في النوم ما دليلك فقلت لأنها شكل دور * وما من الدور أسبق ثم استيقظت. وحكى لي في هذه الرؤيا إني فرحت بجوابه فلما أكمل ذكره فرحت بهذه المبشرة التي رآها في حقي وبهيئة الاضطجاع وذلك رقاد الأنبياء عليهم السلام وهي حالة المستريح الفارع من شغله والمتأهب لما يرد عليه من أخبار السماء بالمقابلة فاعلم أن الصاد حرف من حروف الصدق والصون والصورة وهو كري الشكل قابل لجميع الأشكال فيه أسرار عجيبة فتعجبت من كشفه في نومه قرت عينه على حالتي التي ذكرتها للأصحاب بالأمس في المجلس فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب حرف شريف عظيم أقسم عند ذكره بمقام جوامع الكلم وهو المشهد المحمدي في أوج الشرف بلسان التمجيد وتضمنت هذه السورة من أوصاف الأنبياء عليهم السلام ومن أسرار العالم كله الخفية عجائب وآيات وهذه الرؤيا فيها من الأسرار على حسب ما في هذه السورة من الأسرار فهي تدل على خير كثير جسيم يناله الرائي ومن ريئت له وكل من شوهد فيها من الله تعالى ويحصل لهما من بركات الأنبياء عليهم السلام المذكورين في هذه السورة ويلحق الأعداء من الكفار ما في هذه السورة من البؤس لا من المؤمنين نسأل الله لنا ولهم العافية في الدنيا والآخرة فهذه بشرى حصلت وأسرار أرسلها الحق إلينا على يد هذا الرائي وذكر لي الرائي صاحبنا أبو يحيى أنه لما استيقظ تمم على البيتين اللذين أنشدهما لي في النوم قريضا فسألته أن يرسل إلى به حتى أقيده في كتابي هذا عقيب هذه
(٧١)