فإن تلك الحالة من ذلك الاسم تستصحب لهذا الذي فاته ما فاته ولو أدركه في آخر جلوس في صلاته ومن اعتبر الحكم للاسم الذي يعطي الركوع وهو غير الاسم الذي يعطي القيام والقراءة وكل حركة في الصلاة لها اسم إلهي مخصوص وإن شاركه اسم آخر أو أسماء أخر إلهية قال القضاء ومن اعتبر حكم الاشتراك بين الأسماء في الصلاة وأن لكل اسم فيها نصيبا قال يؤدي في كذا ويقضي في كذا أي يأخذ من تجلى الاسم الفلاني ما يعطيه من المعارف ومن الاسم الآخر ما يعطيه من العلوم وبالذوق في ذلك تتميز الأشياء عند العارفين والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع إنه لقول فصل وما هو بالهزل وليس جهول بالأمور كمن دري فالق سمعك وأحضر بكلك عسى أن تكون من أهل التحصيل فتكون من المفلحين (وصل في فصل حكم سجود السهو) اختلفوا في سجود السهو هل هو فرض أو سنة فمن قائل إنه سنة ومن قائل إنه فرض لكن ليس هو من شرط صحة الصلاة وفرق مالك بين سجود السهو في الأفعال وبين السجود للسهو في الأقوال وبين الزيادة والنقصان فقال سجود السهو الذي يكون للأفعال الناقصة واجب وهو عنده من شروط الصلاة (وصل في اعتبار هذا الفصل) لما كان السهو سببه الشك أو النسيان والمطلوب اليقين فلا يعبد الله إلا من كان على بينة من ربه أزكاها وأعدلها وأقواها الايمان الذي يجده المؤمن بربه في نفسه مما لا يقدر على دفعه ودونه في القوة والطهارة ما هو مبناه على الأدلة النظرية فإن انضاف إلى المؤمن أو إلى صاحب النظر الكشف كان أقوى من كل واحد من الاثنين على انفراد بلا شك وهذا لا يدخله سهو في صلاته وصاحب النظر وحده هو الذي يدخله السهو وكذلك المؤمن المتزلزل فسجود السهو عليه فرض واجب وهو أنه يرجع في النظر إلى نفسه وفقره وإمكانه وعجزه ليستدل بذلك على معبوده وغناه ووجوب وجوده ونفوذ اقتداره فإن في ذلك العلم ترغيما للشيطان الذي ألقى إليه الشك في علمه أو عبادته ولما كانت الصلاة مناجاة الحق وشهوده وقد قيل له اعبد الله كأنك تراه وقيل له إن الله في قيلة المصلي فإذا توجه في صلاته وقيد الحق بجهة الاستقبال كما قيل له إلا أنه أخلاه عن الإحاطة به ومثله كالشخص القائم ينظر إليه ويناجيه في قبلته فقدسها عما يجب للإله من الإحاطة به والإطلاق عن التقييد وهو الذي أيضا سماه الشرع بقوله ليس كمثله شئ فينبغي لمن هذه حالته أن يسجد لسهوه وهو أن يرد ذلك التشبيه والتخيل والتصوير إلى نفسه وهو السجود ويقول سبحان ربي الأعلى ثلاثا واحدة لحسه والثانية لخياله والثالثة لعقله فينزهه عن إن يكون مدركا لحسه فيتقيد به أو لقيد خياله أو بقيد عقله فذلك ترغيم للشيطان (وصل في فصل في مواضع سجود السهو) فمن قائل إن موضعه أبدا قبل السلام ومن قائل بعد السلام أبدا ومن قائل إن كان النقصان فقبل السلام وإن كان لزيادة فبعد السلام ومن قائل يسجد قبل السلام في المواضع التي سجد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل السلام ويسجد بعد السلام في المواضع التي سجد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد السلام فما كان من سجود في غير تلك المواضع فإنه يسجد قبل السلام ومن قائل لا يسجد للسهو إلا في المواضع الخمسة التي سجد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط وأما غير ذلك فإن كان فرضا أتى به وإن كان ندبا لم يكن عليه شئ والذي أقول به واذهب إليه أن المواضع التي سجد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها فما سجد له قبل السلام يسجد له قبل السلام وما سجد له بعد السلام يسجد له بعد السلام وأما غير ذلك مما سها فيه المصلي فهو مخير إن شاء سجد لذلك قبل السلام وإن شاء سجد له بعد السلام (وصل اعتبار هذا الفصل) قال الله تعالى لله الأمر من قبل ومن بعد فإن قدم نظره لله على نظره لنفسه فيما سها فيه كان كمن سجد قبل السلام وهو مقام الصديق ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله وإن قدم نظره في نفسه على نظره في ربه كما قال صلى الله عليه وسلم من عرف نفسه عرف ربه كان كمن سجد بعد السلام وهو مقام من قال ما رأيت شيئا إلا رأيت الله بعده وهو مقام أصحاب الأدلة العقلية على وجود الصانع أي ما رأيت شيئا إلا وكان لي دليلا على الله فهو يتقلب في الأدلة دائما وأما الزيادة والنقصان فهو للعقل ما نقصه من حيث فكره من علمه بربه مما لا يستقل بدركه مما وصفه به الشارع
(٤٨٣)