في مواضعها فقد أعطاها ما تستحقه عليه وهو حكيم وقته فإن الحكمة تعطي وضع كل شئ في موضعه والله عليم حكيم وما ثم شئ مطلق أصلا لأنه لا يقتضيه الإمكان ولا تعطيه أيضا الحقائق فإن الإطلاق تقييد فما من أمر إلا وله موطن يقبله وموطن يدفعه ولا يقبله لا بد من ذلك كالأغذية الطبيعية للجسم الطبيعي ما من شئ يتغذى به إلا وفيه مضرة ومنفعة يعرف ذلك العالم بالطبيعة من حيث ما هي مدبرة للبدن وهو المسمى طبيبا ويعرفه الطبيعي مجملا والتفصيل للطبيب فما في العالم لسان حمد مطلق ولا لسان ذم مطلق والأصل الأسماء الإلهية المتقابلة فإن الله سمي لنا نفسه بها من كونه متكلما كما نزه وشبه ووحد وشرك ونطق عباده بالصفتين ثم قال سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين هذا آخر الجزء الحادي والستين (الباب الثاني والسبعون في الحج وأسراره) الحج فرض إلهي على الناس * من عهد والدنا المنعوت بالناسي فرض علينا ولكن لا نقوم به * وواجب الفرض أن نلقي على الرأس فإن حرمت بإحرام تجردكم * عن كل حال بإعسار وإفلاس دعتك حالته في كل منزلة * من المنازل بالعاري وبالكاسي فيه الإجابة للرحمن من كثب * بنعت عبد لدني والياس فيه العبادات من صوم ومن صلة * ومن صلاة وحكم الجود والبأس وفي الطواف معان ليس يشبهها * إلا تردد رب الجن والناس إني قتيل خلاخيل كلفت بها * عند الطواف وأقراط ووسواس وفي المحصب شرع الفرد ناسبه * رمى الجمار لخناس بوسواس الله خصصه في بطن عرنته * يوم الوقوف بإذلال وإبلاس وكن مع الفرق في جمع بمزدلف * فما عليك بذاك الفرق من بأس من حج لله لا بالله كان كمن * سعى لظلمته بضوء نبراس في يوم غيم شديد الحر فاعتبروا * فيما تفوه به للخلق أنفاسي وكن إذا أنت دبرت الأمور به * ما بين عقل إلهي وإحساس واحذر شهودا ساف ثم نائلة * إذا سعيت كأسقف وشماس وفي مني فانحر القربان في صفة * تدعى بها عند ذاك النحر بالقاسي وترية الذات لا شفع يزلزلها * مصونة بين حفاظ وحراس عطرية النشر معسول مقبلها * محفوفة ببهار الروض والآس مكلومة بالذي نالته من صفتي * وما يكون لذاك الكلم من آسي اعلم أيدك الله أن الحج في اللسان تكرار القصد إلى المقصود والعمرة الزيارة ولما نسب الله تعالى البيت إليه بالإضافة في قوله لخليله إبراهيم عليه السلام وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود وأخبرنا أنه أول بيت وضعه للناس معبدا فقال إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت جعله نظيرا ومثالا لعرشه وجعل الطائفين به من البشر كالملائكة الحافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم أي بالثناء على ربهم تبارك وتعالى وثناؤنا على الله في طوافنا أعظم من ثناء الملائكة عليه سبحانه بما لا يتقارب ولكن ما كل طائف يتنبه إلى هذا الثناء الذي نريده وذلك أن العلماء بالله إذا قالوا سبحان الله أو الحمد لله أو لا إله إلا الله إنما يقولونها بجمعيتهم للحضرتين والصورتين فيذكرونه بكل جزء ذاكر الله في العالم وبذكر أسمائه إياه ثم إنهم ما يقصدون من هذه الكلمات إلا ما نزل منها في القرآن لا الذكر الذي يذكرونه فهم في
(٦٦٥)