عليه وسلم دينار أنفقته في سبيل الله دينار أنفقته في رقبة دينار تصدقت به على مسكين دينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك (وصل في فصل صلة أولي الأرحام وأن الرحم شجنة من الرحمن) افهم رزقك الله الفهم عن الله لما كانت الرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله الله يعني بمن هي شجنة منه ومن قطعها قطعه الله كانت الصدقة على أولي الأرحام صدقة وصلة بالرحمن وعلى غير الرحم صدقة تقع بيد الرحمن ما فيها صلة بالرحمن هذه الصورة الآدمية خليفة فمنزلة يعطي أن يكون الخليفة ظاهرا بصورة من استخلفه فمن تصدق على نفسه بما فيه حياتها كانت له صدقة وصلة بالله الذي الرحمن من نعوته فإن الله خلق آدم على صورته على خلافهم في الضمير قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم فوصف الله بالرحمن وخرج الترمذي عن سلمة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة كلما قويت النسبة عظمت المنزلة هذا عند أصحابنا والأمر عندنا ليس كذلك فإنه كلما بعدت النسبة عظمت المنزلة ولنا في ذلك رأيت ربي بعين ربي * فقلت ربي فقال أنت فيتخيل فيه بعض العارفين أن هذا البيت على النمط الأول وليس كذلك فضمير المتكلم من هذا البيت عين العبد بربه لا بنفسه فتدبر هذا النظم فإنه من أعجب المعارف الإلهية يحتوي على أسرار عظيمة وعلم كبير (وصل في فصل تصدق الآخذ على المعطي يأخذ منه) النفس تتصدق على العقل بقبولها منه ما يلقى إليها إذ بعض النفوس لا تقبل والنفس تتصور نفوس مريديها وهم أيتام لا أم لهم لأن نفوسهم ماتت عنهم فليس لهم مدبر إلا هذه النفس التي لشيخهم فتتصدق عليهم بما يلقي الله إليها من الروح الإلهي إذا كانت في مقام الحال المؤثر بالفعل فتجد نفس المريد أمورا لا يعطيها مقامه ولا حاله خارجة عن كسبه فيتخيل إن الله قد فتح عليه بلا واسطة وذلك الفتح إذا كان من حال نفس هذا الشخص الذي هو الشيخ فإن المريد يتيم في حجر الشيخ وله على ذلك أجر عظيم عند الله فإنه ما من نبي إلا قال في إفادته وتبليغه لما قيل له قل ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على الله فهو تعليم يقتضي الأجر وهذا هو الأجر الذي لا يخرجك عن عبوديتك فأنت العبد في صورة الأجير ما هو أجر الأجير فإن الأجير من استؤجر فهو أجنبي والسيد لا يستأجر عبده لكن العمل يقتضي الأجرة ولا يأخذها وإنما يأخذها العامل والعامل العبد فهو قابض الأجرة من الله فأشبه الأجير في قبض الأجرة وفارقه بالاستيجار يؤيد ما ذكرناه ما خرجه مسلم في صحيحه عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عن صدقة المرأة على زوجها وعلى أيتام في حجرها فقال أجران أجر القرابة وأجر الصدقة (وصل في فصل معرفة من هما أبوا نفس الإنسان) المدبرة لجسمه وقواه النفس الجزئية التي هي نفس الإنسان هي ولد جسمه الطبيعي فهو أمها والروح الإلهي أبوها ولهذا تقول في مناجاتها ربنا ورب آبائنا العلويات وأمهاتنا السفليات فإذا سويته ونفخت فيه من روحي مريم أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا فكان عيسى عليه السلام ولدها وهي أمه الجسم المسوي نفخ فيه من الروح نفسا فالجسم أم والمنفوخ منه أب غير أن هذا الولد كاليتيم الذي لا أب له لأن عقله لم يستحكم بالنظر إليه فكأنه لا عقل له فهو بمنزلة الصغير الذي لا أب له يعلمه ويؤدبه فتسوسه نفسه النباتية التي هي جسمه بما خلقها الله عليه من صلاح المزاج فتكون القوي الباطنة والظاهرة في غاية الصفاء والاعتدال فتفيد النفس من العلوم التي هي بمنزلة صدقة المرأة على ولدها اليتيم فيحصل لهذا الشخص من جهة جسمه من العلم الإلهي جزاء لما تصدق به على نفسه ما لا يقدر قدره إلا الله قالت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هل لي أجر في بنى أبي سلمة أنفق عليهم ولست بتاركتهم هكذا وهكذا إنما هم بني قال نعم لك فيهم أجر ما أنفقت عليهم خرجه مسلم في صحيحه (وصل في فصل المتصدق بالحكمة على من هو أهل لها)
(٥٧٥)