(الحديث الخامس في زمزم) خرج أبو داود الطيالسي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم في زمزم إنها مباركة طعام طعم وشفاء سقم (الحديث السادس فيه) خرج الدارقطني من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ماء زمزم لما شرب له وهذا الخبر صح عندي بالذوق فإني شربته لأمر فحصل لي (الحديث السابع في تغريب ماء زمزم لفضله) ذكره الترمذي عن عائشة أنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمله وهو حديث حسن غريب (الحديث الثامن في دخول مكة بالإحرام) ذكر أبو أحمد بن عدي الجرجاني من حديث ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل أحد مكة إلا بإحرام من أهلها أو من غير أهلها وفي إسناده مقال وحمل الإحرام المذكور في هذا الحديث عندي على أنه لا يدخلها إلا محترما لها إذ قد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام وقال في توقيت المواقيت لمن أراد الحج والعمرة (الحديث التاسع في احتكار الطعام بمكة) ذكر مسلم من حديث يعلى بن أمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احتكار الطعام في الحرم إلحاد فيه وقال تعالى ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ولا يؤخذ أحد بإرادة السوء والظلم في غير حرم مكة وأحاديث شرفها كثيرة (وأما أحاديث المدينة) فمنها حديث الزيارة وهو الأول خرج الدارقطني عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من زار قبري وجبت له شفاعتي (الحديث الثاني في فضل من مات فيها) ذكر الترمذي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن مات بها وهو حديث صحيح (الحديث الثالث في تحريم المدينة) ذكر مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها وقال المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء (الحديث الرابع فيمن صاد في المدينة) ذكر أبو داود عن سليمان بن أبي عبد الله قال رأيت سعد بن أبي وقاص أخذ رجلا يصيد في حرم المدينة الذي حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلبه ثيابه فجاءوا يعني مواليه فكلموه فيه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم هذا الحرم وقال من أخذ أحدا يصيد فيه فليسلبه فلا أرد عليكم طعمة أطعمنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن إن شئتم دفعت إليكم ثمنه (الحديث الخامس في نقل حمي المدينة إلى الجحفة) ذكر مسلم عن عائشة قالت قدمنا المدينة وهي وبئة فاشتكى أبو بكر واشتكى بلال فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوى أصحابه قال اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت مكة وأشد وأصححها لنا وبارك لنا في صاعها ومدها وحول حماها إلى الجحفة
(٧٥٨)