(الفصل الأول في معرفة الحامل القائم باللسان الغربي) قام الإمام المغربي وقال لي التقدم من أجل مرتبة علمي فالحكم في الأوليات حكمي فقال له الحاضرون تكلم وأوجز وكن البليغ المعجز 1 فقال اعلموا أنه ما لم يكن ثم كان واستوت في حقه الأزمان أن المكون يلزمه في الآن 2 ثم قال كل ما لا يستغني عن أمر ما فحكمه حكم ذلك الأمر ولكن إذا كان من عالم الخلق والأمر فليصرف الطالب النظر إليه وليعول الباحث عليه 3 ثم قال من كان الوجود يلزمه فإنه يستحيل عدمه والكائن ولم يكن يستحيل قدمه ولو لم يستحل عليه العدم لصحبة المقابل في القدم فإن كان المقابل لم يكن فالعجز في المقابل مستكن وإن كان كان يستحيل على هذا الآخر كان ومحال أن يزول بذاته لصحة الشرط وإحكام الربط 4 ثم قال وكل ما ظهر عينه ولم يوجب حكما فكونه ظاهرا محال فإنه لا يفيد علما 5 ثم قال ومن المحال عليه تعمير المواطن لأن رحلته في الزمن الثاني من زمان وجوده لنفسه وليس بقاطن ولو جاز أن ينتقل لقام بنفسه واستغنى عن المحل ولا يعدمه ضد لاتصافه بالفقد ولا الفاعل فإن قولك فعل لا شئ لا يقول به عاقل 6 ثم قال من توقف وجوده على فناء شئ فلا وجود له حتى يفنى فإن وجد فقد فنى ذلك الشئ المتوقف عليه وحصل المعنى من تقدمه شئ فقد انحصر دونه وتقيد ولزمه هذا الوصف ولو تأبد فقد ثبت العين بلامين 7 ثم قال ولو كان حكم المسند إليه حكم المسند لما تناهى العدد ولا صح وجود من وجد 8 ثم قال ولو كان ما أثبتناه يخلى ويملي لكان يبلى ولا يبلى 9 ثم قال ولو كان يقبل التركيب لتحلل أو التأليف اضمحل وإذا وقع التماثل سقط التفاضل ثم 10 قال ولو كان يستدعي وجوده سواه ليقوم به لم يكن ذلك السوي مستندا إليه وقد صح إليه استناده فباطل أن يتوفق عليه وجوده وقد قيده إيجاده ثم إنه وصف الوصف محال فلا سبيل إلى هذا العقد بحال 11 ثم قال الكرة وإن كانت فانية فليست ذات ناحية إذا كانت الجهات إلي فحكمها علي وأنا منها خارج عنها وقد كان ولا أنا ففيم التشغيب والعناء 12 ثم قال كل من استوطن موطنا جازت عنه رحلته وثبتت نقلته من حاذى بذاته شيئا فإن التثليث يحده ويقدره وهذا يناقض ما كان العقل من قبل يقرره 13 ثم قال لو كان لا يوجد شئ إلا عن مستقلين اتفاقا واختلافا لما رأينا في الوجود افتراقا وائتلافا والمقدر حكمه حكم الواقع فاذن التقدير هنا للمنازع ليس بنافع 14 ثم قال إذا وجد الشئ في عينه جاز أن يراه ذو العين بعينه المقيدة بوجهه الظاهر وجفنة وما ثم علة توجب الرؤية في مذهب أكثر الأشعرية إلا الوجود بالبنية وغير البنية ولا بد من البنية ولو كانت الرؤية تؤثر في المرئي لأحلناها فقد بانت المطالب بأدلتها كما ذكرناها ثم صلى وسلم بعد ما حمد وقعد فشكره الحاضرون على إيجازه في العبارة واستيفائه المعاني في دقيق الإشارة (الفصل الثاني في معرفة الحامل المحمول اللازم باللسان المشرقي) 15 ثم قام المشرقي وقال تكوين الشئ من الشئ ميل وتكوينه لا من شئ اقتدار الأزل ومن لم يمتنع عنك فقدرتك نافذة فيه ولم تزل 16 ثم قال إيجاد أحكام في محكم يثبت بحكمه وجود علم المحكم 17 ثم قال والحياة في العالم شرط لازم ووصف قائم 18 ثم قال الشئ إذا قبل التقدم والمناص فلا بد من مخصص لوقوع الاختصاص وهذا هو عين الإرادة في حكم العقل والعادة 19 ثم قال ولو أراد المريد بما لم يكن لكان ما لم يكن مرادا بما لم يكن 20 ثم قال من المحال أن توجب المعاني أحكامها في غير من قامت به فانتبه 21 ثم قال من تحدث في نفسه بما مضى فذلك الحديث ليس بإرادة به حكم الدليل على الكلام وقضى 22 ثم قال القديم لا يقبل الطارئ فلا تمار ولو أحدث في نفسه ما ليس منها لكان بعدم تلك الصفة ناقصا عنها ومن ثبت كماله بالعقل
(٣٩)