ومن قائل هي النفل فقط بعد الصبح والعصر والنفل والسنن معا عند الطلوع والغروب وأما عندنا فإن هذه الأوقات هي للفرائض للنائم والناسي يتذكر أو يستيقظ فيها ولقضاء النوافل إذا شغل عنها أن يصليها في الوقت الذي كان عينه لها اعتبار الباطن في ذلك المناجاة الإلهية بين الله وبين عبده على أربعة أقسام مناجاة من حيث إنه يراك ومناجاة من حيث إنك تراه ومناجاة من حيث إنه يراك وتراه ومناجاة لبعض أهل النظر في الاعتقادات بالأدلة من حيث إنك لا تراه علما في اعتقاد ولا تراه بصرا في اعتقاد ولا يراك بصرا في اعتقاد ولا علما في اعتقاد من نفى عنه العلم بالجزئيات لكن تراه علما لاندراج الجزء في الكل وهذا ما هو اعتقادنا ولا اعتقاد أهل السنة بل هو سبحانه بكل شئ عليم وقال أ لم يعلم بأن الله يرى وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الخبر الصحيح عنه أنه يراك وقد نبهناك على مأخذ الاعتبارات في هذه الأقسام وأنت تعرف قسمك منها ومن عرف قسمه فمن هناك يثبت مناجاته أو يحيلها (فصول بل وصول الأذان والإقامة) الأذان الإعلام بدخول الوقت والدعاء للاجتماع إلى الصلاة في المساجد والإقامة الدعاء إلى المناجاة الإلهية الاعتبار في الباطن في ذلك الأذان الإعلام بالتجلي الإلهي لتتطهر الذوات لمشاهدته والإقامة للقيام لتجليه إذا ورد يوم يقوم الناس لرب العالمين (فصل بل وصل في صفات الأذان) اعلم أن الأذان على أربع صفات الصفة الأولى تثنية التكبير وتربيع الشهادتين وباقيه مثنى وبعض القائلين بهذه الصفة يرون الترجيع في الشهادتين وذلك أن يثني الشهادتين أولا خفيا ثم يثنيها مرة ثانية مرفوع الصوت بها وهذا الأذان أذان أهل المدينة الصفة الثانية تربيع التكبير الأول والشهادتين وتثنية باقي الأذان وهذا أذان أهل مكة الصفة الثالثة تربيع التكبير الأول وتثنية باقي الأذان وهذا أذان أهل الكوفة الصفة الرابعة تربيع التكبير الأول وتثليث الشهادتين وتثليث الحيعلتين يبتدئ بالشهادة إلى أن يصل إلى حي على الفلاح ثم يعيد ذلك على هذه الصفة ثانية ثم بعيدها أيضا على تلك الصورة ثالثة الأربع الكلمات نسقا ثلاث مرات وهذا أذان أهل البصرة اعتبار الباطن في ذلك تثنية التكبير للكبير والأكبر وتربيعه للكبير والأكبر ولمن تكبر نفسا وحسا مشروعا كان ذلك التكبر كحديث أبي دجانة أو غير مشروع والتربيع في الشهادتين للأول والآخر والظاهر والباطن وتثنية ما بقي لك وله تعالى وتثليث الأربع الكلمات على نسق واحد في كل مرة وهو كما قلنا مذهب البصريين إعلام بالمرة لواحدة لعالم الشهادة وبالثانية لعالم الجبروت وبالثالثة لعالم الملكوت وعند أبي طالب المكي الثانية لعالم الملكوت والثالثة لعالم الجبروت تحقيق ذلك هو أن الإنسان إذا نظر بعين بصره وعين بصيرته إلى الأسباب التي وضعها الله تعالى شعائر وأعلاما لما يريد تكوينه وخلقه من الأشياء لما سبق في علمه أن يربط الوجود بعضه ببعضه ودل الدليل على توقف وجود بعضه على وجود بعضه وسمع ثناء الحق تعالى على من عظم شعائر الله وإن ذلك التعظيم لها من تقوى القلوب في قوله تعالى في كتابه العزيز ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب قال عند ذلك الله أكبر يقول وإن كانت عظيمة في نفسها بما تدل عليه وعظيمة من حيث إن الله أمر بتعظيمها فموجدها وخالقها الآمر بتعظيمها أكبر منها وهذه هي أكبر للمفاضلة وهي أفعل من فلما أتمها كوشف هذا الإنسان الناطق بها على حقارة الأسباب في أنفسها لا نفسها وافتقارها لي موجدها لإمكانها افتقار المسببات على السواء ورآها عينا وكشفا عند كشف الغطاء عن بصره ناطقة بتسبيح خالقها وتعظيمه فإنه القائل وإن من شئ إلا يسبح بحمده تسبيح نطق يليق بذلك الشئ لا تسبيح حال ولهذا قال لا تفقهون تسبيحهم لاختلاف ما يسبحون به إلا لمن سمعه إنه كان حليما حيث لم يؤاخذ ولم يعجل عقوبة من قال إنه تسبيح حال غفورا ساترا نطقهم عن أن تتعلق به الأسماع إلا لمن خرق الله له العادة فقد ورد أن الحصى سبح بحضور من حضر من الصحابة في كف رسول الله صلى الله عليه وسلم وما زال الحصى مسبحا وما خرق اسم العادة إلا في إسماع السامعين ذلك بتعلقها بالمسموع وما قال ولكن لا تفقهون تسبيحهم إلا في معرض الرد على من يقول أنه تسبيح حال فإن العالم كله قد تساوى في الدلالة فمن
(٣٩٨)