فعلية وبك ميل الألف منك ميل اللام كلمة ذاتية فانظر ما أعجب سر النبوة وما أعلاه وما أدنى مرماه وما أقصاه فمن تكلم على حرفي لام ألف من غير أن ينظر في الحضرة التي هو فيها فليس بكامل هيهات لا يستوي أبدا لام ألف لا خوف عليهم ولام ألف ولا هم يحزنون كما لا يستوي لام ألف لا التي للنفي ولام ألف التي للإيجاب كما لا يستوي لام ألف النفي ولام ألف النفي والتبرئة ولام ألف النهي فترفع بالنفي وتنصب بالتبرئة وتجزم بالنهي ولام ألف لام التعريف والألف التي من أصل الكلمة مثل قوله الأعراف والأدبار والأبصار والأقلام كما لا يستوي لام ألف لام التوكيد والألف الأصلية مثل قوله تعالى لأوضعوا ولأنتم فتحقق ما ذكرناه لك وأقم ألفك من رقدتها وحل لامك من عقدتها وفي عقد اللام بالألف سر لا يظهر ولا أقدر على بسط العبارة في مقامات لام ألف كما وردت في القرآن إلا لو كان السامع يسمعه مني كما يسمعه من الذي أنزل عليه لو عبر عنه ومع هذا فالغرض في هذا الكتاب الإيجاز وقد طال الباب واتسع الكلام فيه على طريق الإجمال لكثرة المراتب وكثرة الحروف ولم نذكر في هذا الباب معرفة المناسبة التي بين الحروف حتى يصح اتصال بعضها مع بعض ولا ذكرنا اجتماع حرفين معا إلا لام ألف خاصة من جهة ما وهذا الباب يتضمن ثلاثة آلاف مسألة وخمسمائة مسألة وأربعين مسألة على عدد الاتصالات بوجه ما لكل اتصال علم يخصه وتحت كل مسألة من هذه المسائل مسائل تتشعب كثيرة فإن كل حرف يصطحب مع جميع الحروف كلها من جهة رفعه ونصبه وخفضه وسكونه وذاته وحروف العلة الثلاثة فمن أراد أن يتشفى منها فليطالع تفسير القرآن الذي سميناه الجمع والتفصيل وسنوفي الغرض في هذه الحروف إن شاء الله في كتاب المبادي والغايات لنا وهو بين أيدينا فلتكف هذه الإشارة في لام ألف والحمد لله المفضل (معرفة ألف اللام آل) ألف اللام لعرفان الذوات * ولإحياء العظام النخرات تنظم الشمل إذا ما ظهرت * بمحياها وما تبقي شتات وتفي بالعهد صدقا ولها * حال تعظيم وجود الحضرات اعلم أن لام ألف بعد حلها ونقض شكلها وإبراز أسرارها وفنائها عن اسمها ورسمها تظهر في حضرة الجنس والعهد والتعريف والتعظيم وذلك لما كان الألف حظ الحق واللام حظ الإنسان صار الألف واللام للجنس فإذا ذكرت الألف واللام ذكرت جميع الكون ومكونه فإن فنيت عن الحق بالخليقة وذكرت الألف واللام كان الألف واللام الحق والخلق وهذا هو الجنس عندنا فقائمة اللام للحق تعالى ونصف دائرة اللام المحسوس الذي يبقى بعد ما يأخذ الألف قائمته هو شكل النون للخلق ونصف الدائرة الروحاني الغائب للملكوت والألف التي تبرز قطر الدائرة للأمر وهو كن وهذه كلها أنواع وفصول للجنس الأعم الذي ما فوقه جنس وهو حقيقة الحقائق التائهة القديمة في القديم لا في ذاتها والمحدثة في المحدث لا في ذاتها وهي بالنظر إليها لا موجودة ولا معدومة وإذا لم تكن موجودة لا تتصف بالقدم ولا بالحدوث كما سيأتي ذكرها في الباب السادس من هذا الكتاب ولها ما شاكلها من جهة قبولها للصور لا من جهة قبولها للحدوث والقدم فإن الذي يشبهها موجود وكل موجود إما محدث وهو الخلق وإما محدث اسم فاعل وهو الخالق ولما كانت تقبل القدم والحدوث كان الحق يتجلى لعباده على ما شاءه من صفاته ولهذا السبب ينكره قوم في الدار الآخرة لأنه تعالى تجلى لهم في غير الصورة والصفة التي عرفوها منه وقد تقدم طرف منه في الباب الأول من هذا الكتاب فيتجلى للعارفين على قلوبهم وعلى ذواتهم في الآخرة عموما فهذا وجه من وجوه الشبه وعلى التحقيق الذي لا خفاء به عندنا إن حقائقها هي المتجلية للصنفين في الدارين لمن عقل أو فهم من الله تعالى المرئي في الدنيا بالقلوب والأبصار مع أنه سبحانه منبئ عن عجز العباد عن درك كنهه فقال لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير لطيف بعباده بتجليه لهم على قدر طاقتهم خبير بضعفهم عن حمل تجليه الأقدس على ما تعطيه الألوهة إذ لا طاقة للمحدث على حمل جمال القديم كما لا طاقة للأنهار بحمل البحار فإن البحار تفني أعيانها سواء وردت عليه أو ورد
(٧٧)