ولا يقال في أحد من أهل هذه الطريقة أنه محمدي إلا لشخصين إما شخص اختص بميراث علم من حكم لم يكن في شرع قبله فيقال فيه محمدي وإما شخص جمع المقامات ثم خرج عنها إلى لا مقام كأبي يزيد وأمثاله فهذا أيضا يقال فيه محمدي وما عدا هذين الشخصين فينسب إلى نبي من الأنبياء ولهذا ورد في الخبر أن العلماء ورثة الأنبياء ولم يقل ورثة نبي خاص والمخاطب بهذا علماء هذه الأمة وقد ورد أيضا بهذا اللفظ قوله صلى الله عليه وسلم علماء هذه الأمة أنبياء سائر الأمم وفي رواية كأنبياء بني إسرائيل فالعيسويون الأول هم الحواريون أتباع عيسى فمن أدرك منهم إلى الآن شرع محمد صلى الله عليه وسلم وآمن به واتبعه واتفق أن يكون قد حصل له من هذه الشريعة ما كان قبل هذا شرعا لعيسى ع فيرث من عيسى عليه السلام ما ورثه من غير حجاب ثم يرث من عيسى عليه السلام في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ميراث تابع من تابع لا من متبوع وبينهما في الذوق فرقان ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الشخص أن له الأجر مرتين كذلك له ميراثان وفتحان وذوقان مختلفان ولا ينسب فيهما إلا إلى ذلك النبي ع فهؤلاء هم العيسويون الثواني وأصولهم توحيد التجريد من طريق المثال لأن وجود عيسى عليه السلام لم يكن عن ذكر بشري وإنما كان عن تمثل روح في صورة بشر ولهذا غلب على أمة عيسى بن مريم دون سائر الأمم القول بالصورة فيصورون في كنائسهم مثلا ويتعبدون في أنفسهم بالتوجه إليها فإن أصل نبيهم ع كان عن تمثل فسرت تلك الحقيقة في أمته إلى الآن ولما جاء شرع محمد صلى الله عليه وسلم ونهى عن الصور وهو صلى الله عليه وسلم قد حوى على حقيقة عيسى وانطوى شرعه في شرعه فشرع لنا صلى الله عليه وسلم أن نعبد الله كأنا نراه فأدخله لنا في الخيال وهذا هو معنى التصوير إلا أنه نهى عنه في الحس أن يظهر في هذه الأمة بصورة حسية ثم إن هذا الشرع الخاص الذي هو اعبد الله كأنك تراه ما قاله محمد صلى الله عليه وسلم لنا بلا واسطة بل قاله لجبريل عليه السلام وهو الذي تمثل لمريم بشرا سويا عند إيجاد عيسى عليه السلام فكان كما قيل في المثل السائر إياك أعني فاسمعي يا جارة فكنا نحن المرادين بذلك القول ولهذا جاء في آخر الحديث هذا جبريل أراد أن تعلموا إذا لم تسألوا وفي رواية جاء ليعلم الناس دينهم وفي رواية أتاكم يعلمكم دينكم فما خرجت الروايات عن كوننا المقصودين بالتعليم ثم لتعلم إن الذي لنا من غير شرع عيسى ع قوله فإن لم تكن تراه فإنه يراك فهذا من أصولهم وكان شيخنا أبو العباس العربي رحمه الله عيسويا في نهايته وهي كانت بدايتنا أعني نهاية شيخنا في هذا الطريق كانت عيسوية ثم نقلنا إلى الفتح الموسوي الشمسي ثم بعد ذلك نقلنا إلى هود عليه السلام ثم بعد ذلك نقلنا إلى جميع النبيين عليهم السلام ثم بعد ذلك نقلنا إلى محمد صلى الله عليه وسلم هكذا كان أمرنا في هذا الطريق ثبته الله علينا ولا حاد بنا عن سواء السبيل فأعطانا الله من أجل هذه النشأة التي أنشأنا الله عليها في هذا الطريق وجه الحق في كل شئ فليس في العالم عندنا في نظرنا شئ موجود إلا ولنا فيه شهود عين حق نعظمه منه فلا نرمي بشئ من العالم الوجودي وفي زماننا اليوم جماعة من أصحاب عيسى عليه السلام ويونس عليه السلام يحبون وهم منقطعون عن الناس فأما القوم الذين هم من قوم يونس فرأيت أثر قدم واحد منهم بالساحل كان صاحبه قد سبقني بقليل فشبرت قدمه في الأرض فوجدت طول قدمه ثلاثة أشبار ونصفا وربعا بشبري وأخبرني صاحبي أبو عبد الله بن خرز الطنجي أنه اجتمع به في حكاية وجاءني بكلام من عنده مما يتفق في الأندلس في سنة خمس وثمانين وخمسمائة وهي السنة التي كنا فيها وما يتفق في سنة ست وثمانين مع الإفرنج فكان كما قال ما غادر حرفا وأما الذي في الزمان من أصحاب عيسى فهو ما رويناه من حديث عربشاه بن محمد بن أبي المعالي العلوي النوقي الخبوشاني كتابة قال حدثنا محمد بن الحسن بن سهل العباسي الطوسي أنا أبو المحاسن علي بن أبي الفضل الفارمدي إنا أحمد بن الحسين بن علي قال حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السماك ببغداد إملاء ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص وهو بالقادسية أن وجه نضلة بن معاوية الأنصاري إلى حلوان العراق فليغز على ضواحيها قال فوجه سعد نضلة في ثلاثمائة فارس فخرجوا حتى أتوا حلوان العراق وأغاروا على ضواحيها وأصابوا غنيمة وسبيا فأقبلوا يسوقون الغنيمة والسبي حتى رهقت بهم
(٢٢٣)