الشعر، حيث قال في عنوان الباب: " باب استحباب حلق الرأس للرجل وكراهة إطالة شعره "، ويظهر من الثالث، لأنه حمل الروايات الدالة على خلاف الحلق على التقية، ولعل وجهه ما نقله عن الوافي، وهو: " أن الحلق كان في الجاهلية عارا عظيما في العرب، فلما جاء الإسلام وفرض الحج وصار سنة لم يجدوا بدا من فعله حين يحجون أو يعتمرون، ولكنه كان كبيرا عليهم في غيرهما، ولما رأى النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك منهم أمرهم بتربية الشعر، لئلا يكونوا شعثا ذوي قمل، ثم إن منهم من حلق ومنهم من ترك الشعر حتى آل الأمر إلى أن صار الحلق شعارا للشيعة، لأن أئمتهم (عليهم السلام) كانوا محلقين أسوة برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وخلافه شعارا لمخالفيهم... " (1).
وتظهر أفضلية الحلق من الإطالة من كلام آخرين، كصاحب المعالم (2).
واكتفى بعض آخر بذكر الروايات دون أن يستظهر شيئا منها، كالشهيد الأول (3).
ومن جملة الروايات المذكورة في هذا المورد هي:
1 - ما رواه إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " قال لي: استأصل شعرك يقل درنه ودوابه ووسخه، وتغلظ رقبتك، ويجلو بصرك " (1)، وفي رواية أخرى: " ويستريح بدنك " (2).
2 - ما رواه البزنطي عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: " قلت له: إن أصحابنا يروون حلق الرأس في غير حج ولا عمرة مثلة! فقال: كان أبو الحسن (عليه السلام) إذا قضى نسكه عدل إلى قرية يقال لها " ساية "، فحلق " (3).
3 - " حلق الرأس في غير حج ولا عمرة مثلة لأعدائكم وجمال لكم " (4).
وفي رواية أخرى: " عمرة لنا، ومثلة لأعدائنا " (5).
4 - ما رواه ابن سنان، قال: " قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في إطالة الشعر؟ فقال: كان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) مشعرين، يعني الطم " (6).
قال صاحب المعالم: " الظاهر أن المراد من الطم فيه: الجز، فيدل على عدم مرجوحية الإطالة مع الجز " (7).
5 - ما رواه السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اتخذ شعرا فليحسن ولايته أو ليجزه " (8).
ثانيا - اللحية: تكره إطالتها أكثر من قبضة، (1) الوسائل 2: 104، الباب 59 من أبواب آداب الحمام، الحديث 3.
(2) الوسائل 2: 104، الباب 59 من أبواب آداب الحمام، الحديث 3.
(3) الوسائل 2: 105، الباب 60 من أبواب آداب الحمام، الأحاديث 2 و 6 و 3 و 4.
(4) الوسائل 2: 105، الباب 60 من أبواب آداب الحمام، الأحاديث 2 و 6 و 3 و 4.
(5) الوسائل 2: 105، الباب 60 من أبواب آداب الحمام، الأحاديث 2 و 6 و 3 و 4.
(6) الوسائل 2: 105، الباب 60 من أبواب آداب الحمام، الأحاديث 2 و 6 و 3 و 4.
(7) منتقى الجمان 1: 118.
(8) الكافي 6: 485، باب اتخاذ الشعر، الحديث 2.