فكم طاهر لم يتصف بطهارة * إذا جانب البحر اللدني واحتمى ولو غاص في البحر الأجاج حياته * ولم يفن عن بحر الحقيقة ما زكا إذا استجمر الإنسان وترا فقد مشى * على السنة المثلى حليفا لمن مضى فإن شفع استجماره عاد خاسرا * وفارق من يهواه من باطن الردا وإن غسل الكفين وترا ولم يزل * بخيلا بما يهوى على فطرة الأولى فما غسلت كف خضيب ومعصم * إذا لم يلح سيف التوكل منتضى إذا صح غسل الوجه صح حياؤه * وصح له رفع الستور متى يشأ وإن لم يمس الماء لمة رأسه * ولا وقفت كفاه في ساحة القفا فما انفك من رق العبودية التي * تسخرها الأغيار في منزل التوي وإن لم ير الكرسي في غسل رجله * تناقص معنى الطهر للحين وانتفى إذا مضمض الإنسان فاه ولم يكن * بريئا من الدعوى وفيا بما أدعي ومستنشق ما شم ريح اتصاله * ومستنثر أودى به كبره الردي صماخاه ما تنفك تطهر إن صغا * إلى أحسن الأقوال واكتف واقتفى وإن لبس الجرموق وهو مسافر * على طهره يمسح وفي سره خفا ثلاثة أيام وإن كان حاضرا * بمنزله فالمسح يوم بلا قضا وفي المسح سر لا أبوح بذكره * ولو قطعت مني المفاصل والكلي ويتلوه مسح في الجبائر بين * لكل مريد لم يرد ظاهر الدنا وإن عدم الماء القراح فإنه * تيممه يكفيه من طيب الثرى ويوتره وجها وكفا فإن أبي * وصيره شفعا فنعم الذي أتى إذا أجنب الإنسان علم طهوره * كما عمت اللذات أجزاءه العلى ألم تر أن الله نبه خلقه * بإخراجه بين الترائب والمطا فذاك الذي أجنى عليه طهوره * ولو غاب بالذات النزيهة ما جنا فإن نسي الإنسان ركنا فإنه * يعيد ويقضي ما تضمن واحتوى وإن لم يكن ركنا وعطل سنة * فلم يأنس الزلفى وما بلغ المنى وذلك في كل العبادات شائع * وليس جهول بالأمور كمن دري فهذا طهور العارفين فإن تكن * من أحزابهم تحظى بتقريب مصطفى إذا كان هذا ظاهر الأمر فالذي * توارى عن الأبصار أعظم منتشا اعلم أيدنا الله وإياك بروح منه أنه لما كانت الطهارة النظافة علمنا أنها صفة تنزيه وهي معنوية وحسية طهارة قلب وطهارة أعضاء معينة فالمعنوية طهارة النفس من سفساف الأخلاق ومذمومها وطهارة العقل من دنس الأفكار والشبه وطهارة السر من النظر إلى الأغيار وطهارة الأعضاء فاعلم إن لكل عضو طهارة معنوية ذكرناها في كتاب التنزلات الموصلية في أبواب الطهارة منه وطهارة الحس من الأمور المستقذرة التي تستخبثها النفوس طبعا وعادة وهاتان الطهارتان مشروعتان فالطهارة الحسية الظاهرة نوعان النوع الواحد قد ذكرناه وهو النظافة والنوع الآخر أفعال معينة مخصوصة في محال معينة مخصوصة لأحوال موجبة مخصوصة لا يزاد فيها ولا ينقص منها شرعا ولهذه الطهارة المذكورة ثلاثة أسماء شرعا وضوء وغسل وتيمم وتكون هذه الطهارة بثلاثة أشياء اثنان مجمع عليهما وواحد مختلف فيه فالمجمع عليهما الماء الطلق والتراب سواء فارق الأرض أولم يفارقها والواحد المختلف فيه في الوضوء خاصة نبيذ التمر
(٣٣٠)