وكل أثر سفلي في ركن الماء والأرض فمن حركة فلك الزهرة وهو من الأمر الذي أوحى الله في كل سماء وهذه الآثار هي الأمر الإلهي الذي يتنزل بين السماء والأرض وهو في كل ما يتولد بينهما بين السماء بما ينزل منها وبين الأرض بما تقبل من هذا النزول كما يقبل رحم الأنثى الماء من الرجل للتكوين والهواء الرطب من الطير قال تعالى خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا إن الله على كل شئ قدير والقدرة ما لها تعلق إلا بالإيجاد فعلمنا إن المقصود بهذا التنزل إنما هو التكوين ومما يحصل له من العلوم في هذا اليوم وفي ساعاته من الأيام علم التصوير من حضرة الجمال والأنس وعلم الأحوال وكل أمر علمي يكون في يوم السبت لهذا البدل الذي له حفظ الإقليم الأول فمن روحانية إبراهيم الخليل ع وما يكون فيه من أثر علوي في ركن النار والهواء فمن حركة كوكب كيوان في فلكه وما كان من أثر في العالم السفلي ركن الأرض والماء فمن حركة فلكه يقول تعالى في الكواكب السيارة كل في فلك يسبحون وقال تعالى وبالنجم هم يهتدون فخلقها للاهتداء بها ومما يحصل له من العلوم في هذا اليوم وفي ساعاته من باقي الأيام ليلا ونهارا علم الثبات والتمكين وعلم الدوام والبقاء وعلم هذا الإمام بمقامات هؤلاء الأبدال وهجيراهم وقال إن مقام الأول وهجيره ليس كمثله شئ وسبب ذلك كون الأولية له إذ لو تقدم له مثل لما صحت له الأولية فذكره مناسب لمقامه ومقام الشخص الثاني في هجيره لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي وهو مقام العلم الإلهي وتعلقه لا ينتهي وهو الثاني من الأوصاف فإن أول الأوصاف الحياة ويليه العلم وهجير الشخص الثالث ومقامه وفي أنفسكم أفلا تبصرون وهي المرتبة الثالثة فإن الآيات الأول هي الأسماء الإلهية والآيات الثواني في الآفاق والآيات التي تلي الثواني في أنفسنا قال تعالى سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم فلهذا اختص بهذا الهجير الثالث من الأبدال ومقام الرابع في هجيره يا ليتني كنت ترابا وهو الركن الرابع من الأركان الذي يطلب المركز عند من يقول به فليس لنقطة الأكرة أقرب من الأرض وتلك النقطة كانت سبب وجود المحيط فهو يطلب القرب من الله موجد الأشياء ولا يحصل إلا بالتواضع ولا أنزل في التواضع من الأرض وهي منابع العلوم وتفجر الأنهار وكل ما ينزل من المعصرات فإنما هو من بخارات الرطوبات التي تصعد من الأرض فمنها تتفجر العيون والأنهار ومنها تخرج البخارات إلى الجو فتستحيل ماء فينزل غيثا فلهذا اختص الرابع بالرابع من الأركان ومقام الخامس فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ولا يسأل إلا المولود فإنه في مقام الطفولة من الطفل وهو الندا قال تعالى أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا فلا يعلم حتى يسأل فالولد في المرتبة الخامسة لأن أمهاته أربعة وهن الأركان فكان هو العين الخامسة فلهذا كان السؤال هجير البدل الخامس من بين الأبدال وأما مقام السادس فهجيره أفوض أمري إلى الله وهي المرتبة السادسة فكانت للسادس وإنما كانت السادسة له لأنه في المرتبة الخامسة كما ذكرنا يسأل وقد كان لا يعلم فعند ما سأل علم ولما علم تحقق بعلمه بربه ففوض أمره إليه لأنه علم إن أمره ليس بيده منه شئ وأن الله يفعل ما يريد فقال قد علمت إن الله لما ملكني أمري وهو يفعل ما يريد علمت إن التفويض في ذلك أرجح لي فلذلك اتخذه هجيرا ومقام السابع إنا عرضنا الأمانة وذلك أن لها الرتبة السابعة وكان أيضا تكوين آدم المعبر عنه بالإنسان في الرتبة السابعة فإنه عن عقل ثم نفس ثم هباء ثم فلك ثم فاعلان ثم منفعلان فهذه ستة ثم تكون الإنسان الذي هو آدم في الرتبة السابعة ولما كان وجود الإنسان في السنبلة ولها من الزمان في الدلالة سبعة آلاف سنة فوجد الإنسان في الرتبة السابعة من المدة فما حمل الأمانة إلا من تحقق بالسبعة وكان هذا هو السابع من الأبدال فلذلك اتخذ هجيراه هذه الآية فهذا قد بينا لك مراتب الأبدال وأخبرت أن هذا القطب الذي هو مداوي الكلوم كان في زمان حبسه في هيكله وولايته في العالم إذا وقف وقف لوقفته سبعون قبيلة كلهم قد ظهرت فيهم المعارف الإلهية وأسرار الوجود وكان أبدا لا يتعدى كلامه السبعة ومكث زمانا طويلا في أصحابه وكان يعين في زمانه من أصحابه شخصا فاضلا كان أقرب الناس إليه مجلسا كان اسمه المستسلم فلما درج هذا الإمام ولي مقامه في القطبية المستسلم وكان غالب علمه علم الزمان وهو علم شريف منه يعرف الأزل ومنه ظهر قوله ع كان الله ولا شئ معه وهذا علم لا يعلمه إلا الأفراد من الرجال وهو المعبر عنه بالدهر الأول
(١٥٦)