ومما ورد في ذلك:
1 - ما جاء في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام):
" يا علي، لا ينبغي للعاقل أن يكون ظاعنا (1) إلا في ثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو لذة في غير محرم... " (2).
2 - وعن زيد بن علي عن آبائه (عليهم السلام)، قال:
" قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس في أمتي رهبانية، ولا سياحة، ولا زم، يعني: سكوت " (3).
فإن الرهبانية: " ترك ملاذ الدنيا والعزلة عن أهلها " (4)، والسياحة: " مفارقة الأمصار وسكنى البراري " (5).
وهاتان الحالتان يلزمهما الاغتراب عن الوطن والأهل.
3 - وروى عمر بن أذينة عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: " إن الله تبارك وتعالى ليحب الاغتراب في طلب الرزق " (6).
4 - وروى القداح عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة... " (1).
5 - وعن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: " اطلبوا العلم ولو بالصين " (2).
والروايات بهذا المضمون أكثر من هذا.
وتقدم في عنوان " إطاعة " تصريح بعض الفقهاء بعدم حرمة مخالفة الوالدين في السفر لطلب العلم. وزاد بعضهم السفر لطلب المعاش إذا كان متوقفا عليه.
وتجمع كل ذلك الأبيات المنسوبة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي:
تغرب عن الأوطان في طلب العلى * وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرج هم واكتساب معيشة * وعلم وآداب وصحبة ماجد (3) ......... *........