كخفائنا من أجله وظهورنا * من أجلنا فسناه عين ضيائي ثم التفت بالعكس رمزا ثانيا * جلت عوارفه عن الإحصاء فكأننا سيان في أعياننا * كصفا الزجاجة في صفا الصهباء فالعلم يشهد مخلصين تألفا * والعين تعطي واحدا للرائي فالروح ملتذ بمبدع ذاته * وبذاته من جانب الأكفاء والحس ملتذ برؤية ربه * فإن عن الإحساس بالنعماء فالله أكبر والكبير ردائي * والنور بدري والضياء ذكائي والشرق غربي والمغارب مشرقي * والبعد قربى والدنو تنائي والنار غيبي والجنان شهادتي * وحقائق الخلق الجديد إمائي فإذا أردت تنزها في روضتي * أبصرت كل الخلق في مرائي وإذا انصرفت أنا الإمام وليس لي * أحد أخلفه يكون ورائي فالحمد لله الذي أنا جامع * لحقائق المنشئ والإنشاء هذا قريضي منبئ بعجائب * ضاقت مسالكها على الفصحاء فاشكر معي عبد العزيز الهنا * ولتشكر أيضا إلى العذراء شرعا فإن الله قال اشكر لنا * ولوالديك وأنت عين قضائي وبعد حمد الله بحمد الحمد لا بسواه والصلاة التامة على من أسرى به إلى مستواه فاعلم أيها العاقل الأديب الولي الحبيب أن الحكيم إذا نأت به الدار عن قسيمه وحالت صروف الدهر بينه وبين حميمه لا بد أن يعرفه بكل ما اكتسبه في غيبته وما حصله من الأمتعة الحكمية في غيبته ليسر وليه بما أسداه إليه البر الرحيم من لطائفه ومنحه من عوارفه وأودعه من حكمه وأسمعه من كلمه فكان وليه ما غاب عنه بما عرف منه وإن كان الولي أبقاه الله قد أصاب صفاء وده بعض كدر لعرض وظهر منه انقباض عند الوداع لإتمام غرض فقد غمض وليه عن ذلك جفن الانتقاد وجعله من الولي أبقاه الله من كريم الاعتقاد إذ لا يهتم منك إلا من يسأل عنك فليهنأ الولي أبقاه الله فإن القلب سليم والود كما يعلم بين الجوانح مقيم وقد علم الولي أبقاه الله أن الود فيه كان أليا لا غرضيا ولا نفسيا وثبت هذا عنده قديما عني من غير علة ولا فاقة إليه ولا قلة ولا طلب لمثوبة ولا حذر من عقوبة وربما كان من الولي حفظه الله تعالى في الرحلة الأولى التي رحلت إليه سنة تسعين وخمسمائة عدم التفات فيها إلى جانبي ونفور عن الجري على مقاصدي ومذاهبي لما لاحظ فيها رضي الله عنه من النقص وعذرته في ذلك فإنه أعطاه ذلك مني ظاهر الحال وشاهد النص فإني سترت عنه وعن بنيه ما كنت عليه في نفسي بما أظهرته إليهم من سوء حالي وشره حسي وربما كنت ألوح لهم أحيانا على طريق التنبيه فيأبى الله أن يلحظني واحد منهم بعين التنزيه ولقد قرعت أسماعهم يوما في بعض المجالس والولي أبقاه الله في صدر ذلك المجلس جالس بأبيات أنشدتها وفي كتاب الإسراء لنا أودعتها وهي أنا القرآن والسبع المثاني * وروح الروح لا روح الأواني فؤادي عند معلومي مقيم * يشاهده وعندكم لساني فلا تنظر بطرفك نحو جسمي * وعد عن التنعم بالمغاني وغص في بحر ذات الذات تبصر * عجائب ما تبدت للعيان وأسرار تراءت مبهمات * مسترة بأرواح المعاني فوالله ما أنشدت من هذه القطعة بيتا إلا وكأني أسمعه ميتا وسبب ذلك حكمة أبغي رضاها وحاجة في نفس
(٩)