وعلم وقدرة وحياة عقلا وذات إرادة وقول أمري شرعا ثم الوجه الآخر من الجمعية أن الحادث عن اقتدار إلهي وقبول إمكاني لا بد منهما من شرطها وجود حياة شرعا تقول للشئ كن فثبتت الجمعية شرعا في إيجاد الأكوان وثبتت عقلا كما قررنا فالوحدة في الإيجاد والوجود والموجود لا يعقل ولا ينقل إلا في لا إله إلا هو فهذه أحدية المرتبة وهي أحدية الكثرة فافهم فإذا أطلقت الأحدية فلا تطلق عقلا ونقلا إلا بإزاء أحدية المجموع مجموع نسب أو صفات أو ما شئت على قدر ما أعطاه دليلك ولكل نسبة أو صفة أحدية تمتاز بها عن غيرها في نفس الأمر فمن أراد أن يميزها عند السامع أو المتعلم فما يقدر على ذلك إلا بمجموع حقائق كل حقيقة معلومة عند السامع وما في العلوم أعجب من هذا العلم حيث تعقل الأحدية في كل موجود ولا يصح وجود موجود حادث إلا بمجموع مجموعا وهذه حيرة عظيمة حيرة الأمر حيرة * وهي في الغير غيرة ولذلك ما طلب الحق تعالى في الايمان منا إلا توحيد إلا له خاصة وهو أن تعلم أنه ما ثم إلا إله واحد لا إله إلا هو ثم قال الرحمن الرحيم فلم يكن ثم جمع يقتضي هذا الحكم وهو أن يكون إلها إلا هذا المسمى بهذه الأسماء الحسنى المختلفة المعاني التي افتقر إليها الممكن في وجود عينه وإذا كان الأمر على ما قررناه فلا واجب أوجب من إقامة الجمعة بعرفة إذا جاء وقتها وشرطها فلا أدري في العالم أجهل ممن قال لا يصدر عن الواحد إلا واحد مع قول صاحب هذا القول بالعلية ومعقولية كون الشئ علة لشئ خلاف معقولية شيئيته والنسب من جملة وجوه الجمع فما أبعد صاحب هذا القول من الحقائق ومن معرفة من له الأسماء الحسنى ألا ترى أهل الشرائع وهم أهل الحق يقولون بنسبة الألوهة لهذا الموجد للممكن المألوه ومعقول الألوهة ما هو معقول الذات فالأحدية معقولة لا تتمكن العبارة عنها إلا بمجموع مع كون العقل يعقلها وهي أحدية المجموع وآحاده ألا ترى أن التجلي الإلهي لا يصح في الأحدية أصلا وما ثم غير الأحدية وما يتعقل أثر عن واحد لا جمعية له فيا ليت شعري كيف جهلت العقول ما هو أظهر من الشمس فيقول ما صدر عن الواحد إلا واحد ويقول إن الحق واحد من جميع الوجوه وهو يعلم أن النسب من بعض الوجوه وإن الصفات في مذهب الآخر من بعض الوجوه فأين الواحد من جميع الوجوه فلا أعلم من الله بالله حيث لم يفرض الوحدة إلا أحدية المجموع وهي أحدية الألوهة له تعالى فقال هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى وهي تسعة وتسعون اسما مائة إلا واحدا وكل اسم واحد مدلوله ليس مدلول عين الاسم الآخر وإن كان المسمى بالكل واحدا فما عرف الله إلا الله ما يعرف الله إلا الله فاعترفوا * العين واحدة والحكم مختلف فقل لقوم أبوا إلا عقولهم * هذا هو النهر المنساب فاغترفوا ولا تقولن إن العقل ليس له * سوى دلائله فيما بدا فقفوا هنا ولا تبرحوا حتى يجوز بكم * إليه كشف وما في الكشف منصرف فمن طلب الواحد في عينه لم يحصل الأعلى الحيرة فإنه لا يقدر على الانفكاك من الجمع والكثرة في الطالب والمطلوب وكيف يقدر على نفي الكثرة وهو يحكم على نفسه بأنه طالب وعلى مطلوبه بأنه مطلوب ويوم عرفة يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما عجله الحق في الدنيا لعباده إلا لانقضاء أجله المحدود كما قال سبحانه وتعالى في الآخرة إنه يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره إلا لأجل معدود ويوم عرفة يوم مغفرة عامة شاملة فإذا اتفق أن يكون يوم جمعة ففضل على فضل ومغفرة إلى مغفرة وعيد إلى عيد فالأولى والأحق بالإمام أن يقيم فيه الجمعة فإنها أفضل صلاة مشروعة هي في موضع الأولى فلها الأولية التي لا ثاني لها فينبغي أن يقيمها من ثبتت له المغفرة الإلهية شرعا فطهر طهارة ظاهرة وباطنة فهو المقدس عن كل ذنب يحجب عن الله ثم إنه موطن الغبرة والشعث والخشوع والابتهال والدعاء والتضرع فوجبت الجمعة فيه إن حضر يومها فيكون يوما عيد عيد عرفة وعيد الجمعة فإن لم يقمها الإمام لم يحظ إلا بعيد
(٧١٥)