الكيفيات الاستعدادية.
ومن الواضح ان اقتضاءات الأعيان الخارجية المحسوسة لاثار موجبة لتنفر الطبع تختلف بالإضافة إلى الاشخاص علما وجهلا فالجاهل وان لم يتنفر طبعه لتقومه وجدانا بالادراك لكن عدم فعلية تنفر الطبع لا ينافي وجود الاقتضاء واقها وحيث إن الطهارة وما يقابلها بهذا المعنى فهما من المعاني العامة التي لا تختص بالأعيان الخاصة بل القلب المشحون بالعقايد الباطلة نجس خبيث فيوجب تنفر الطبع السليم والعقل المستقيم فإنها نقص للنفس وهو مما يتنفر منه الطبع وازالتها بضدها تطهيرا وكذلك اتصاف النفس بالملكات الرذيلة وكذا اتصاف الشخص بالاعمال القبيحة ولعله إلى كل ذلك يشير قوله (تعالى) * (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * (1).
فان الغرض أرجاس الجهالات والملكات الرذيلة والأعمال القبيحة وكذا ما في الزيارة " لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها " (2) وكذا ما في الخبر (3) " بئس العبد القاذورة " أي الذي موصوف بأنجاس الأعمال القبيحة وهكذا وبهذا الاعتبار تكون التوبة مطهرة للعاصي وإجراء الحد مطهرا للزاني مثلا كما أطلق عليهما التطهير وعليه فلا استبعاد في اقتضاء الأعيان المعروفة بالنجاسة لاثار توجب تنفر الطبع عند الالتفات إليها.
وحيث انها توجب مباشرتها بأعيانها تأثرا نوعا بما يوجب تنفر الطبع فطريق تطهيرها ازالتها بالماء ونحوه فلذا اختصت من بين سائر الموجبات للتنفر بعنوان النجاسة وتعرضوا لها في الفقه.
نعم لا نضائق من كونها اعتبارية في بعض الموارد كما في ملاقاة بدن الكافر