القمي - ره - (1) قال خلقهم للأمر والنهى والتكليف وليست خلقة جبر أن يعبدوه ولكن خلقة اختيار ليختبرهم بالأمر والنهى ومن يطع الله ومن يعصى، وعليه فالغاية بهذا المعنى ضرورية الحصول، صرورة وقوع التشريع والتسبيب إلى ايجاد العبادة بالاختيار ولا منافاة بين تشريع المستحبات وضرورية وقوعه ممن شأنه الارشاد إلى ما يوجب استكمال نفوس العباد بالكمالات اللازمة أو المندوبة، وليعلم أن ما اشتهر من تفسير العبادة بالمعرفة إما بإرادتها منها أو بكونها غاية لها، مأخوذ من تفاسير العامة والا فما في تفاسير الخاصة عن أهل بيت الوحي وحملة علم الكتاب هو ما نقلناه هنا وإن كانت المعرفة غاية للعبادة عقلا بل نقلا إلا أنه لا دخل له بتفسير الآية، فافهم ولا تغفل.
172 - قوله: ومثل اية النفر (2) انما هو بصدد بيان الطريق الخ:
لا يخفى عليك أن اية النفر في نفسها لها الدلالة على أصل وجوب التفقه في الدين، غاية الأمر أن الدين حيث إنه يحتمل أن يراد منه خصوص الاحكام العملية فلذا استشهد شيخنا العلامة الأنصاري - ره - (3) بما ورد في تفسيرها من شمول التفقه في الدين للتفقه في الأمور الاعتقادية كمعرفة الإمام عليه السلام وما ورد في هذا الباب مختلف فبعضه كما أفاده شيخنا الأستاذ - قده - (4) في مقام بيان الطريق إلى المعرفة. كما في صحيحة يعقوب بن شعيب (5).
قال قلت: لأبي عبد الله (ع) إذا حدث على الامام كيف يصنع الناس قال (ع) أين قول الله (عز وجل) فلولا نفر الخ، وبعضه يدل على وجوب المعرفة وعدم العذر في تركها كما في صحيحة محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) (6) وفيها، قلت: أفيسع الناس إذا مات العالم ان لا يعرفوا الذي بعده فقال (ع) اما أهل هذه البلدة فلا، يعنى أهل المدينة واما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم، ان الله