" مقتضى قاعدة الميسور " * دلالة النبوي صلى الله عليه وآله وسلم 289 - قوله: ودلالة الأول مبنية على كون كلمة الخ (1):
لا يخفى عليك أن كلمة " من " إما تبعيضية (2) أو بيانية أو بمعنى الباء، ولفظ " بشئ " إما أن يراد منه المركب أو العام أو الكلي. وكلمة " ما " في قوله (3) (ص) " ما استطعتم " أن يراد منها الموصولة أو المصدرية الزمانية.
ولا ريب أنه لا معنى لكون كلمة " من بيانية، لأن مدخولها الضمير ولا يمكن أن يكون بيانا لشئ، كيف وهو مبهم. وكونها بمعنى الباء غير متعين لأن الاتيان يتعدى بنفسه تارة، وبالباء أخرى. فمن الأول قوله تعالى (واللاتي (4) يأتين الفاحشة)، وقوله تعالى (5) (ولا يأتون البأس إلا قليلا) ومن الثاني قوله تعالى (6) (يأتين بفاحشة مبينة)، ولفظ الشئ لا يكنى به عن المتعدد بل عن الواحد، وإنما يكنى عن المتعدد بأشياء فيدور الأمر بين الكلي الذي له وحدة جنسية أو نوعية أو صنفية أو المركب الذي له وحدة اعتبارية وحيث أن التبعيض لا يلائم (7) الكلي إذ الفرد ليس بعض الكلي بل مصداقه فلا محالة يراد منه المركب الذي له أجزاء كما أن كلمة " ما " ظاهرة في الموصول دون المصدرية الزمانية فيكون مفعولا لقوله - ع - " فأتوا " فالمراد إذا أمرتكم بمركب ذي أجزاء .