نهاية الدراية في شرح الكفاية - الشيخ محمد حسين الغروي الأصفهانى - ج ٢ - الصفحة ٢٣٨
الاستدلال بحكم العقل على حجية خبر الواحد 117 - قوله: أحدها انه يعلم اجمالا بصدور كثير (1) الخ:
تقريبه على وجه لا يرد عليه ما أورده شيخنا العلامة الأنصاري (2) - قده - هو أن العلم الإجمالي وإن كان حاصلا بثبوت تكاليف واقعية في مجموع الروايات وسائر الأمارات من الاجماعات المنقولة والشهرات وأشباهها: ضرورة أن دعوى عدم العلم بمطابقة بعض الاجماعات المنقولة والشهرات للواقع خلاف الانصاف جدا، إلا أن مجرد تضمن بعض الاجماعات المنقولة وبعض الشهرات لتكاليف واقعية لا يجدى لاحتمال توافقها مع ما تضمنه الاخبار الصادرة واقعا بحيث لو عزلت الاجماعات المنقولة والشهرات المتوافقة مع جملة من الأخبار لم يكن منع العلم الاجمالي بثبوت تكاليف واقعية فيما عداها بعيدا.
فالالتزام بالعلم الاجمالي في مجموع الروايات وسائر الأمارات لا يقتضى الاحتياط في تمام الأطراف لمكان احتمال الانطباق على ما تضمنه الاخبار فلا علم اجمالي بتكاليف اخر زيادة على ما في الاخبار.
ومما ذكرنا يظهر أن ما أفاده شيخنا الأستاذ - قده - (3) هنا وفى تعليقته (4) الأنيقة على الرسائل ليس مبنيا على انكار العلم الاجمالي في الروايات

(١) كفاية الأصول: ج ٢، ص ١٠٠ وكفاية الأصول: ٣٠٤، (ت، آل البيت).
(٢) فرائد الأصول: ص ١٠٣، ١٠٤ (مخطوط). والرسائل: ج ١، ص ١٧٠ (ط، جماعة المدرسين). والجواب عنه أولا ان وجوب العمل بالاخبار الصادرة...
(٣) كفاية الأصول: ج 2، ص 104.
(4) حاشية الرسائل: ص 73، قوله - قده - والجواب أولا ان وجوب العمل بالاخبار...
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»
الفهرست