الوصول المتفرع على معرفة المولى بالمولوية لا باعثية له ولا محركية، وبعد ثبوت المولى والمولوية أيضا لا باعثية له ولا محركية، لأنه (1) تحصيل الحاصل فليس إحتماله احتمال تكليف صالح للدعوة بوصوله حتى يتنجز باحتماله.
والتحقيق: أن منشئية الايمان والمعرفة بالله (تعالى) للسعادة الأبدية والنعيم الدائم ليست من حيث كونه امتثالا للأمر بتحصيل المعرفة كما في الواجبات العملية، ومنشائية الكفر للشقاوة السرمدية والعذاب المخلد ليست من جهة مخالفته للنهي عن الكفر كما في المحرمات العملية، بل الايمان والكفر في قبال الإطاعة والمعصية من حيث اقتضاء النعيم والجحيم، وعليه فالضرر مترتب على ترك الايمان بما هو، فاحتمال ترتب الضرر على ترك تحصيل المعرفة هو الحامل للعبد على تحصيلها لدفع مثل هذا الضرر لا يوازيه ضرر أبدا من دون توسط ايجاب مولوي شرعي، وهكذا الأمر في معرفة النبي وكذا في ترك النظر في المعجزة، فلزوم تحصيل المعرفة عقلا مرجعه إلى ضرورة العقلية واللا بدية من تحصيل المعرفة للوصول إلى السعادة الأبدية والبعد عن الشقاوة الدائمية ولا يخفى أن احتمال العقاب المحرك بالجبلة والطبع إلى تحصيل ما يحتمل الضرر في تركه وإن كان كافيا في الدعوة في غالب النفوس الغير البالغة درجة تحصيل الحقايق بالبرهان الا انه لنا طريق برهاني إلى وجوب تحصيل معرفته (تعالى)، وهو أن كل عاقل بالفطرة السليمة يعلم بأنه ممكن حادث معلول لمن لم يكن مثله في الامكان والحدوث.
والشرايع الإلهية ما جاءت للتصديق بوجود المبدء والعلة بل لنفى الشرك في المعبود، ولذا كان أول كلمة أمر بها النبي (ص) شهادة أن لا اله إلا الله وهي انه لا معبود إلا الله، مع اعتراف المشركين بأنه (تعالى) خالق السماوات والأرضين كما نطق به الكتاب المبين حيث قال (عز اسمه) (ولئن سئلتهم من خلق