عدم انسداد باب العلم بامتثال الواقع (1) بما هو إجمالا لما عرفت من المحاذير بل لرجحان الالتزام بالجهة الجامعة المعلومة على الالتزام بالخصوصية المظنونة ومما ذكرنا تعرف أن الواجب لو كان تحصيل العلم أو العقد على المعلوم لأمكن القول بالاكتفاء بتحصيل العلم بهذا المقدار، أو عقد القلب على المعلوم بهذا المقدار من دون الخصوصية في هذه المرحلة لوجوب عقد القلب على الواقع فإنه القدر الميسور على جميع التقادير فإذا وجب رعايته مع امكانه وجبت على أي تقدير.
165 - قوله من الاعتقاد به وعقد القلب عليه وتحمله والانقياد له (2) الخ:
ظاهره - قده - كصريح تعليقته المباركة على الرسائل (3) انه لا بد من عقد القلب زيادة على العلم والمعرفة في مورد وجودهما وانه مناط الايمان دون مجرد العلم واليقين والا لزم ايمان الكفر الموقنين باطنا المعاندين ظاهرا أو القول بان ملاك الايمان والكفر مجرد الاقرار والانكار لسانا من دون اعتبار الاقرار والانكار جنانا وتوضيح المرام: أن الكلام تارة في بيان حقيقة عقد القلب والاقرار النفساني وما يقابلهما في قبال العلم وما يقابله.
وأخرى في أن ملاك الايمان الحقيقي الموجب للنعيم الدائم والكفر الحقيقي الموجب للعذاب الدائم ماذا؟
اما المقام الأول فقد بينا في مبحث الطلب والإرادة من مباحث الجزء الأول من حاشية الكتاب (4) وفى مبحث الموافقة الالتزامية من أوائل حاشية الجزء الثاني (5) ان عقد القلب والالتزام النفساني والاقرار والانكار الباطني وما يشبهها من أفعال القلب.
ولها قيام بها قياما صدوريا بنحو قيام الفعل بالفاعل لا بنحو قيام العرض