العقل بقبح الظلم عند العقلاء نظرا إلى أن مخالفة ما قامت عليه الحجة خروج عن زي الرقية ورسم العبودية وهو الظلم من العبد إلى مولاه فيستحق منه الذم والعقاب كما أن مخالفة ما لم تقم الحجة ليست من افراد الظلم إذ ليس من زي الرقية ان لا يخالف العبد مولاه في الواقع في نفس الامر فليس مخالفة ما لم تقم عليه الحجة خروجا عن زي الرقية حتى يكون ظلما وحينئذ فالعقوبة عليه ظلم من المولى إلى عبده إذ الذم على ما لم يذم عليه والعقوبة على ما لا يوجب العقوبة عدوان محض وايذاء بحت بلا موجب عقلائي فهو ظلم والظلم بنوعه يودى إلى فساد النوع واختلال النظام وهو قبيح من كل أحد بالإضافة إلى كل أحد ولو من المولى إلى عبده لكن لا يخفى ان المهم هو دفع استحقاق العقاب على فعل محتمل الحرمة مثلا ما لم تقم عليه حجة منجزة لها وحيث إن موضوع الاستحقاق بالآخرة هو الظلم على المولى فمع عدمه لا استحقاق قطعا وضم قبح العقاب من المولى أجنبي عن المقدار المهم هنا وان كان صحيحا في نفسه.
201 - قوله مع استقلاله بذلك لا احتمال لضرر العقوبة (1) الخ:
لان مقتضى ما تقدم انه لا ملازمة بين مخالفة التكليف الواقعي واستحقاق الذم والعقاب بل الملازمة بين مخالفة التكليف الذي قامت عليه الحجة واستحقاق الذم والعقوبة فإذا لم يكن تلازم بين مخالفة التكليف الواقعي واستحقاق العقاب فلا يلازم احتمال التكليف احتمال استحقاق العقوبة على مخالفته إذ الملازمة بين القطعين أو الظنين أو الاحتمالين للتلازم بين المقطوعين والمظنونين والمحتملين فبعد فرض انتفاء الملازمة بين المحتملين لا يعقل التلازم بين الاحتمالين ولا يخفى عليك ان حصر الملازمة في ما ذكرنا لا يبتنى على كون استحقاق العقاب بحكم العقل من باب قبح الظلم بل إذا كان بجعل الشارع كان الامر كذلك لما مر في غير مقام (2) ان بناء جعل العقاب شرعا على أن قاعدة اللطف تقتضي ايصال العباد إلى مصالحهم بالبعث نحو ما فيه