فصدق الطبيعي على الفرد بمشخصه الحقيقي - وهو الوجود الذي هو التعين والتشخص - صحيح، وصدقه على الفرد بلوازمه - من كمه وكيفه ووضعه - غير صحيح، والعناية المصححة في الأول اتحاد الطبيعي وحصته في الوجود وهذه العناية مخصوصة بما كان كذلك من الاتحاد في الوجود الساري لا في مثل الصلاة وأجزائها المستحبة المكملة لها المغاير لها وجودا، فتدبر جيدا.
بل لو قلنا باتحاد الأعراض وموضوعاتها في الوجود كما هو المحقق عند جملة من أهل التحقيق، فصدق الطبيعي على الفرد بعوارضه صحيح أيضا، إلا أن الأجزاء المستحبة ليست كالأعراض بالنسبة إلى المركب الاعتباري من الأجزاء الواجبة، ليكون لها اتحاد في الوجود الساري، فتأمل جيدا.
48 - قوله: ضعيف في الغاية وسخيف إلى النهاية (1) إلخ:
وجه الضعف أن من يقول باعتبار قصد الوجه إنما يعنى الوجه النفسي دون الغيري أو العرضي، إذ منشؤه أن الأعراض القائمة بموضوعات الأحكام واقعا عناوين لها في نظر العقل، حيث لا يذعن العقل بحسن إلا بما له من الوجه الحسن المنطبق عليه بلحاظ قيام حجة المحسنة به قيام العرض بموضوعه، وهذا الفعل بما له من الوجه العقلي موضوع للحكم الشرعي واقعا لتنزه ساحة الشارع عن الأغراض النفسانية والاقتراحات (2) الغير العقلائية، ومع معلومية الوجه العقلي يجب إتيان الفعل بذلك الوجه حتى يصدر عنه بما هو فعل حسن بالاختيار، ومع عدم معلوميته (3) يجب إتيانه بالوجه الشرعي المحاذي للوجه العقلي حتى يصدر الحسن بما هو حسن عن هذا الوجه بالاختيار، ومن الواضح أن الوجه الشرعي المحاذي للوجه العقلي ليس إلا وجوب النفسي دون الغيري والعرضي، أو الجزئية المنتزعة عن كل واحد بلحاظ