اما الكيف القائم بالجسم فمن الواضح ان المتنجس ينجس بالذات على ما هو عليه من جواهره واعراضه من دون عروض كيف حقيقي عليه ليكون مطابق ماهية النجاسة، وليس من شرط الملاقاة ان يستصحب اجزاء من النجس بالذات أو عرضه القائم به، ولو فرض لحوق شئ منه فزواله محسوس بغير الماء أيضا فلا معنى لبقاء امر عيني في المحل.
واما النجس بالذات من الأعيان المعروفة من البول والغائط والميتة والكافر وغيرها فهي مع ما يشاكلها من الأعيان الطاهرة في الصورة النوعية والشخصية والاغراض القائمة بهما على حد سواء، فالدم مما له نفس سائلة وما ليس له نفس سائلة والميتة منهما والبول والغايط من مأكول اللحم وغيره وبدن الكافر والمسلم كلها في جواهرها واعراضها حسا وعيانا على حد سواء، فما ذلك الكيف القائم بالجسم المختص بالنجس أو المتنجس.
واما الكيف النفساني القائم بالنفس في الحدث فالأمور القائمة بالنفس.
تارة، من الصور العلمية من الاعتقادات الصحيحة التي هي كمال النفس أو الاعتقادات الفاسدة التي هي نقصها، أو غيرهما مما ليس كمالا ونقصا بهذا المعنى وان كان فعلية التعقل بمعنى اخر كمال الجوهر العاقل.
وأخرى، من الملكات الفاضلة والأخلاق الرذيلة.
وثالثة، من مبادئ صدور الفعل الاختياري، والحدث ليس شئ منها جزما إذ المحتمل هو كونه حالة رذيلة توجب البعد مع أن الجنابة حالة تحصل للنبي والوصي والمؤمن وحاشاهم من نفوسهم الكاملة بصفة نقص أو خلق رذيل مع أن خروج المنى أو مس الميت أو النوم لا يوجب حدوث خلق رذيل في النفس بل ربما تقع هذه الأمور على وجه العبادية المكملة للنفس، مع أن الملكة الرذيلة النفسانية لا تزول بالغسل والوضوء بل بضد تلك الحالة ولعله لذا ورد عنهم " ان المؤمن لا ينجس " (1) و " ان الوضوء والغسل حد من حدود الله