والأطفال. فليس لهم جهل يقابل العلم بتقابل العدم والملكة.
وصنف اخر منه: أيضا ليس من شأنه أن يعلم وإن كان كبيرا غير مجنون كالمستضعفين من الرجال والنسوان الذين عقولهم عقول الصبيان لقلة استعدادهم فهؤلاء أيضا بحسب هذا الصنف ليس من شأنهم أن يعلموا ويعرفوا.
وصنف اخر منه: لبعده عن محيط المعرفة بهذا الأمر وعدم التفاتهم حتى يتمكنوا من العلم به أيضا ليس من شأنهم أن يعلموا فليس لهم جهل يقابل العلم بتقابل العدم والملكة.
منها: أن التذاذ كل قوة بنيل ما يلائمها وتألمها بنيل ما يضادها وينافرها أو بفقد ما يلائمها مع الالتفات إليه وإلى ملائمته والا فمع عدم الالتفات لا يتألم بفقده كغير الملتفت إلى ملائمة الحلاوة للذائقة فإنه لا يتألم بفقدها، وكذلك الجوهر العاقل فان التذاذه بنيل المعقولات النافعة في نظام أمور دينه ودنياه وتألمه بفقده مع الالتفات إلى كونه كمالا للجوهر العاقل.
منها: ان للانسان (1) بحسب ذاته وفطرته جهتين: جهة نورانية وجهة ظلمانية فمن حيث نفسه الناطقة التي هي من عالم الملكوت وهو عالم النور الذي لا تعلق له بالمادة الظلمانية جوهر مجرد نوراني، ومن حيث نفسه الحيوانية التي هي معدن القوى البهيمية والسبعية والشيطنة التي فعليتها فعلية الشهوة والغضب والمكر والتدليس والتلبيس ظلماني محض، وله جهتان اكتسابيتان عرضيتان وهي جهة نورانية المعارف الإلهية والملكات الفاضلة - وجهة ظلمانية الاعتقادات الردية والجهالات الراسخة المنبعثة عن معادات الحق والملكات الرذيلة وبهذين الاعتبارين والله أعلم يقول (تعالى) (الله ولى الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياءهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) (2) فان المراد بالأول اخراجهم من ظلمات الطبيعة إلى أنوار المعارف والملكات الفاضلة.
والمراد بالثاني إخراجهم من نور الفطرة ومقام جوهر نفسه الناطقة إلى ظلمات الاعتقادات الباطلة والملكات الرذيلة والا فهو في الأصل إما نوراني أو