الدعاء عند رؤية الهلال، فإنه إذا لم يكن واجبا واقعا فليس هناك عمل اخر يكون واجبا واقعا ليكون الدعاء بدلا عنه والطريق معذرا عنه، فليس الظن بالطريق مفيدا للظن بالبدلية أو بالمعذرية ليستلزم الظن بالفراغ دائما حيث لا يعقل البدلية والمعذرية دائما بل أحيانا.
وثانيا: أنه لا دليل على البدلية واشتمال المؤدى بما هو مؤدى على مصلحة يتدارك بها مصلحة الواقع حتى يكون الظن بالطريق ظنا بالفراغ لمكان الظن ببدلية المؤدى عن الواقع، وذلك لأن غاية ما يقتضيه دليل الحجية ظهور الإنشاء في جعل الحكم المماثل وانبعاثه عن مصلحة زائدة على مصلحة الواقع وإلا كان جعل الحكم المماثل مقصورا على مطابقة الواقع.
وأما كون تلك المصلحة مسانخة لمصلحة الواقع يتدارك بها مصلحة الواقع فلا دليل عليه إلا توهم قبح تفويت مصلحة الواقع بجعل الطريق المخالف له من دون تدارك، وهو مدفوع، بما تفردنا في محله من أنه ربما يكون إيكال العبد إلى طرقه العلمية موجبا لفوات الواقعيات أكثر من العلم بالأمارات وموجبا لوقوعه في مفسدة أعظم من فوات مصلحة الواقع أحيانا، مع أن تفويت مصلحة الواقع بايصال مصلحة أخرى مساوية أو أقوى لا قبح فيه وإن لم تك تلك (1) المصلحة مسانخة للفائتة.
ولذا ذكرنا في محله من أن القول بحجية الامارة من باب السببية والموضوعية دون الطريقية لا يستلزم الإجزاء وتمام الكلام في محله (2).
وثالثا: ان فرض البدلية لا يستلزم الظن بها الظن بالفراغ عن عهدة الواقع المنجز على وجه يكتفى به العقل، بيانه أن البدلية بمعنى اشتمال المؤدى على مصلحة يتدارك بها مصلحة الواقع لا تتقوم إلا بقيام ذات الطريق عليه لا بقيام معلوم الطريقية ومقطوع الحجية لأن الحجية منبعثة عن البدلية لا أن البدلية منبعثة عن الحجية، والا لزم جعل الحجية بلا سبب وعلة فما عن ظاهر بعض