منحصر في واجب الوجود دون فاعل ما به الوجود فإنه غير منحصر في شئ نعم ربما يكون الفعل المحدود بلحاظ تأثيره اثرا خارقا للعادة بغلبة العنصر الربوبي فيه مما ينسب إليه (تعالى) كقوله تعالى * (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) * (1) بل ربما يكون بلحاظ غلبة العنصر الربوبي على الجهة التي تلي الماهية لخلوصه ووقوعه قريبا ينسب إليه (تعالى) كما في قوله تعالى * (ويأخذ الصدقات) * (2) وقوله تعالى * (ما أصابك من حسنة فمن الله) * (3) كما أنه إذا غلبت الجهة التي تلي الماهية ينسب إلى الشخص كما في قوله تعالى * (وما أصابك من سيئة فمن نفسك) * (4) مع أنه بلحاظ الاطلاق والنظر إلى طبيعة الوجود قال تعالى * (قل كل من عند الله) * (5) فالمسببات الصادرة عن الأسباب الطبيعية بلحاظ الاطلاق ينسب إليه (تعالى) فهو المحيى والمميت والضار والنافع بخلاف ما إذا صدرت عن اشخاص غلبت الجهة التي تلي الماهية فيهم فإنها تنفى عنه (تعالى) بهذا النظر كما عرفت وما اختفى باخفاء الظالمين من هذا القبيل فلذا ورد في كلامه تعالى * (ان الذي يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله) * (6) الخ فنسب الكتمان إليهم لغلبة الجهة التي تلي الماهية فكذا فيما نحن فيه فان الحكم الذي امر حججه (ع) بتبليغه للعباد فقد عرفه لهم وانما حجبه غيره والتحقيق ان الامر في عدم الاسناد إليه (تعالى) لتلك النكتة إذا كان الحجب بعد البيان باخفاء الظالمين ولا موجب لحصره فيه مع كون المبحوث عنه أعم مما فقد فيه نص وما أجمل فيه النص وما يعارض فيه النصان بل لا يكاد يشك في أن عدم بيان حكم شرب التتن وأمثاله لعدم الابتلاء به في أزمنة الحضور (7) فلم تكن موقع للسؤال والجواب الا ان يراد من اخفاء الظالمين سد
(٤٤٦)