قلي الهمداني وفي تلك المراسلات إرشادات عملية في السلوك وقد اطلعت عليها أنا والشيخ علي محمد البروجردي - ره - واستنسخنا منها لكل واحد نسخة. وهنا نشير إلى نبذة من تلك الإرشادات العملية في السلوك للسالك الرباني الحاج الميرزا جواد التي وجهها إلى آية الله الحاج محمد حسين الكمباني رضوان الله تعالى عليهما.
بسم الله الرحمن الرحيم أشرت في رسالتك حول الأعراض عن الجد والجهد في الظاهريات وعدم الوصول إلى الواقعيات وطلبت استعلام مقدمة موصلة من هذا الحقير. فالحقيقة التي أدركت لطي هذه العوالم وبعض النتائج التي ذكرتها بالتفصيل وما استأنست به من شدة الشوق يمثل أساس متطلبات هذا المسير. وكل ما أعلم عن لوازم هذا السير والسلوك فقد طرحته لك ولم أبخل فيها والآن أعيد ما علمته بصورة إجمالية: إن الطريق المطلوب لأجل معرفة النفس قد بين وبما أن النفس الإنسانية ما لم تمر بعالم المثال لا تستطيع بلوغ عالم العقل وما لم تبلغ عالم العقل لا تستطيع الوصول إلى حقيقة المعرفة ونوره، وبالتالي لا تصل إلى المطلوب ولذا من أجل إتمام الفائدة أنقل كلاما عن المرحوم الآخوند الملا حسين قلي الهمداني جزاه الله عنا خير جزاء المعلمين إذ قال:
يجب على السالك أن يقلل من غذائه ويفكر طويلا حتى يشتد عنده البعد الروحاني ويضمحل بعده الحيواني إلخ (1).
كذلك هناك رسالة أرسلها آية الله الأصفهاني إلى تلميذه السيد محمود الموسوي الزنجاني تكشف النقاب عن المقام الشامخ الذي وصل إليه في العرفان حيث يقول في نهايتها: (إذا كنت في الاجتماعات العامة فكن مثلهم وإذا أصبحت في خلوة فاسع في التفكر والتوجه إليه سبحانه حتى تحصد الطاقات من الورود) ونحن نستعرض هنا مقاطع من إرشاداته العملية لآية الله الموسوي الزنجاني: