وسلاسة ودقة وانسجام وأكثر نظمه أراجيز، بالجملة فهو من نوابغ الدهر الذين امتازوا بالعبقرية وبالملكات والمؤهلات وغرقوا في المواهب، كان محترم الجانب موقرا من قبل علماء عصره مرقوما في الجامعة النجفية اشتغل بالتدريس في الفقه والأصول والعلوم العقلية زمنا طويلا، كانت له قدم راسخة في الفقه وباع طويل في الأصول وآثار في ذلك تدل على أنظاره العميقة وآرائه الناضجة...، وكان مدرسه مجمع أهل الفضل والكمال وقد تخرج عليه جمع من أفاضل الطلاب (1).
3 - وعرفه الأميني بفقيه الفلاسفة (2).
4 - قال العلامة الطباطبائي - ره -: أن الشيخ الأصفهاني كان عالما جامعا للعلم والعمل والتقوى والذوق وكان يتملك طبعا رصينا وكلاما جميلا.
المراسلات العرفانية:
المرحوم الأصفهاني كان من جملة الشخصيات النادرة في امتلاكه لأبعاد علمية وروحية مختلفة، لكن البعد الفقهي والأصولي هو الذي كان معروفا فقط في شخصيته، أما مهارته وتسلطه على الحكمة خصوصا العرفان الذي كان المنبع لجميع فضائله فقد ظل مجهولا.
ونستطيع العثور على لمحة من شعاع وجوده في أرجوزته العربية المسمات (بالأنوار القدسية) وفي ديوان شعره باللغة الفارسية. والبعد العرفاني لشخصيته يمكن استخلاصها من رسائله التي دارت بينه وبين عرفاء أهل زمانه أو التي دارت بينه وبين تلامذته المقربين. وذكر المرحوم العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي في وصف حال أستاذه الشيخ الأصفهاني: (إنه درس الحكمة عند الحكيم المتأله المرحوم الشيخ محمد باقر الاصطهباناتي - ره - وأما في الأصول والفقه فقد حضر حلقة درس المرحوم الآخوند الملا كاظم الخراساني - قده - وأما مرحلة التهذيب وتصفية الباطن فكانت له مراسلات على المرحوم فخر المجتهدين وسند العارفين الحاج الميرزا جواد آغا الملكي التبريزي نزيل قم الذي كان من أكابر تلامذته الآخوند الملا حسين