المؤاخذة فهو موجب للثقل بواسطة أو أكثر، مع أن الفعل بلحاظ ترتب المؤاخذة عليه أيضا لا قيام للمؤاخذة به ذلك النحو من القيام المصحح لصدق وصف الثقيل، بل المؤاخذة هي الثقيلة على المكلف.
نعم، العقاب بمعنى ظهور العمل بصورة العذاب في الآخرة يوجب كون العمل ثقيلا بنفسه معنى كمالا يخفى، مضافا إلى كثرة اتصاف الشئ بكونه ثقيلا بسبب الاشتمال والتضمن لما هو ثقيل كما في قوله تعالى (ويذرون ورائهم يوما ثقيلا) (1) لوقوع الأهوال الثقال فيه وقوله تعالى (سنلقي عليك قولا ثقيلا) (2) بناء على إرادة القرآن المتضمن للتكاليف أو إرادة التكليف بقيام الليل كما تشهد له الآية المتصلة به (3)، واما بناء على إرادة الوحي المغير لحاله (ص) فهو الثقيل بالحقيقة، والغرض ان الاتصاف بالثقيل بتلك الملاحظة ليس فيه كثير عناية حتى تكون توصيفه من باب التوصيف بحال المتعلق بالنظر العرفي وإن كان كذلك بالنظر الدقيق العقلي.
واما حديث تبادل الرفع والوضع وتعلقهما بالفعل فتوضيح الحال فيه ان كون شئ على شئ وان كان من اعراض ذلك الشئ وحيثيته الاستعلاء مقومة لذلك الكون العارض ومنوعة له فيكون نوعا من مقولة الأين له نسبة خاصة إلى المكان وليس لهذا النوع من العرض كون استعلائي على ذلك المستعلى عليه بل هو عين الكون الاستعلائي للغير فثبوت الفعل على المكلف الذي هو عين وجوبه عليه وان كان حينئذ متقوما اعتبارا بما ينوعه ويجعله نوعا خاصا من العرض الاعتباري لكنه ليس له كون استعلائي بالاعتبار بل هو عين الكون الاستعلائي للفعل بالاعتبار الا ان الفعل الذي يتعلق به التكليف حيث إنه في مرتبة تعلق التكليف مقوم للتكليف وثابت بنحو ثبوته فالفعل في مرتبة الإرادة وهي الشوق الأكيد النفساني مقوم للإرادة حيث إن الشوق المطلق لا يوجد و .