____________________
فقلت له: جعلت فداك أمس كان من شعبان وأنت صائم، واليوم من شهر رمضان وأنت مفطر! فقال (ع): إن ذلك تطوع، ولنا أن نفعل ما شئنا. وهذا فرض فليس لنا أن نفعل إلا ما أمرنا " (* 1) وصحيح سليمان بن جعفر الجعفري: " سمعت أبا الحسن (ع) يقول: كان أبي (ع) يصوم يوم عرفة في اليوم الحار في الموقف، ويأمر بظل مرتفع فيضرب له " (* 2).
وعن جماعة: الجواز مع الكراهة، بل نسب ذلك إلى الأكثر، جمعا بين الطائفتين، وحملا للأولى على الكراهة. ولا يخفى: أن صحيح الجعفري - مع أنه في مورد خاص - مجمل محتمل لكون الصوم فرضا ولو بالنذر.
وليس قول أبي الحسن (ع): " كان أبي... " واردا مورد تشريع الصوم في السفر، وإنما هو وارد لدفع توهم عدم مشروعية صوم يوم عرفة على النحو الخاص. ولو سلم فهو مقيد بما سبق، فيحمل على صورة نذره بالسفر بالخصوص. وأما المرسلان فضعفهما ظاهر، وانجبارهما بالعمل غير ثابت. مع أن الحمل على الكراهة بعيد عن قوله (ع) في الموثق: " والصوم في السفر معصية ". كبعد ارتكابهم (ع) لمثل هذه المعصية. والله سبحانه أعلم.
(1) بلا خلاف، كما في الجواهر. لصحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام): " قال (ع): إن كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيام صمت أول يوم الأربعاء، وتصلي ليلة الأربعاء عند أسطوانة أبي لبابة - وهي أسطوانة التوبة، التي كان ربط إليها نفسه حتى نزل عذره من السماء - وتقعد عندها يوم الأربعاء، ثم تأتي ليلة الخميس التي تليها ما يلي مقام
وعن جماعة: الجواز مع الكراهة، بل نسب ذلك إلى الأكثر، جمعا بين الطائفتين، وحملا للأولى على الكراهة. ولا يخفى: أن صحيح الجعفري - مع أنه في مورد خاص - مجمل محتمل لكون الصوم فرضا ولو بالنذر.
وليس قول أبي الحسن (ع): " كان أبي... " واردا مورد تشريع الصوم في السفر، وإنما هو وارد لدفع توهم عدم مشروعية صوم يوم عرفة على النحو الخاص. ولو سلم فهو مقيد بما سبق، فيحمل على صورة نذره بالسفر بالخصوص. وأما المرسلان فضعفهما ظاهر، وانجبارهما بالعمل غير ثابت. مع أن الحمل على الكراهة بعيد عن قوله (ع) في الموثق: " والصوم في السفر معصية ". كبعد ارتكابهم (ع) لمثل هذه المعصية. والله سبحانه أعلم.
(1) بلا خلاف، كما في الجواهر. لصحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام): " قال (ع): إن كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيام صمت أول يوم الأربعاء، وتصلي ليلة الأربعاء عند أسطوانة أبي لبابة - وهي أسطوانة التوبة، التي كان ربط إليها نفسه حتى نزل عذره من السماء - وتقعد عندها يوم الأربعاء، ثم تأتي ليلة الخميس التي تليها ما يلي مقام